المباراة في مجملها كانت جيدة المستوى، الهلال والنصر كانا يتنافسان بشدة للفوز، وكالعادة تجد النصر أمام الهلال يلعب بروح حماسية واندفاع ورغبة شديدة بالفوز، والهلال أيضا كالعادة يلعب أمام النصر بكل حذر وهدوء، دائما ما يكون عامل التكتيك لمصلحة الهلال، رغم القوة الهجومية للنصر إلا أن الهلال في الآونة الأخير هو من يسجل وهو يبادر رغم قلة الفرص، وهنا وبعد انتهاء مواجهة الدوري بفوز الهلال بهدفين دون رد، وما حصل أثناء وبعد المباراة، وقفة جديدة حول دربي العاصمة الشهير بين الهلال والنصر. فريق النصر أصبح لديه علامة مسجلة اسمها الاحتجاج على التحكيم، الاعتراض على قرارات الحكم، سواء بتقنية الفار أو من دونها، وهذا الأمر منذ فترة زُرع في عقلية الجمهور النصراوي وإدارته ولاعبيه، إنهم حين يخسرون فإن السبب هو التحكيم أو أي سبب آخر غير أسباب تردي المستوى أو سوء الإعداد أو قوة الخصم، وهنا وبعد انتهاء المباراة وبقاء لاعبي النصر في الملعب وتجمعهم بصيغة الوعيد والتوعد لمواجهة مباراة كأس الملك يوم السبت، نستطيع أن نضع إصبعا واحدا حاليا على مشكلة حقيقية لدى النصر، وهي أنهم يعتقدون أن الفوز على الهلال أو أي من الفرق الكبرى الأخرى يكون خارج حدود المستطيل. لا أعلم حقيقة ما الفكرة من البقاء وتلك الدائرة والمناوشة الخفيفة بين اللاعبين، أحدهم يقول لنخرج ونتحدث خارجا، والبعض يصر على البقاء بل ويطلب من زميل له الخروج وحده، أفهم أن نخرج من جو هذه المباراة والتركيز على مباراة يوم السبت، تناسوا ما حدث اليوم، لدينا فرصة للفوز بلقب الكأس، كل هذه أمور مشروعة، لكن ليس بالضرورة على أرضية الملعب ومن دون تخطيط أو ترتيب مسبق كما كان واضحا، حتى أن أحد إداريي النصر رفض اقتراب الكاميرا من تلك الدائرة. إذا نعيد ونكرر النصر دائما منفعل ودائما ما يحمل أخطاء المدرب والتكتيك على الحكام وعلى الاتحاد وعلى أسباب أخرى بعيدة كل البعد عن واقع الأمر، الهلال كان لديه نقص في اللاعبين وإصابات، الهلال كان يحتاج الفوز والصدارة، الهلال أيضا سيلعب مواجهة يوم السبت، باختصار الضغوط على الهلال رقميا أكثر منها على النصر، لكن النصر في تصريحاته وبياناته يحوم حول الحمى ولا يقترب من الحقيقة، الحقيقة التي مفادها أنهم حين يواجهون الهلال يخرجون عن طورهم ولا يعود الجهاز الفني ولا المدرب قادر على السيطرة عليهم تكتيكيا، في الموسم الاستثنائي الذي فاز فيه النصر في اللحظات الأخيرة على الهلال، كانت الحماسة والاندفاع هي ما حققت لهم ذلك، ولكنهم لم يدر في خلدهم أن سوء تكتيك الهلال في اللحظات الأخيرة من المباراة هو من سبب لهم الخسارة، وهذا ما اعترف به الهلاليون أنفسهم. قد يفهم البعض أنني أنتقد المدرب ولا أراه مناسبا للنصر، وحقيقة نعم إنني كذلك، ليس لأنه مدرب سيئ، بل هو أكثر من ممتاز، لكنه في السنتين الماضيتين لم يكن ذا شخصية قوية لا داخل الملعب ولا داخل أسوار النادي، ورحيله اليوم أمر ضروري، لأن النصر يلعب بنجوم وأسماء قوية ولا يحقق ما يريد، لن يفرق كثيرا عن النصر بأسماء متحفزة قد تفوز وقد تحقق المطلوب، هو المنافس في الدوري وفي كل البطولات، وما ينقصه فقط بعضا من الانضباط التكتيكي وأن يلعب المواجهات الحاسمة بعقلية كيف نفوز وليس عقلية سنفوز حتما.