تحرص المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - على وحدة أراضي العراق واستقراره، فلم تتوان المملكة عن الوقوف بجانب الشعب العراقي منذ عقود، ويتواصل ذلك التعاون مع الحكومة العراقية الحالية بقيادة رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، لتحقيق المصالح المشتركة بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. وحول ذلك قال الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي حميد بن نعيم الغزي ل"الرياض": إن اللقاء المرئي بين سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء العراقي يؤكد أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، ويعكس مدلولات سياسية تظهر إيمان الحكومتين بمواصلة تطوير العلاقات الثنائية، خاصة لما تملك المملكة من ثقل عربي وإسلامي، يعزز العلاقات الأخوية بين البلدين، والأمن والاستقرار للمنطقة، فالعلاقات السعودية - العراقية تاريخية راسخة، واللقاء يقرب الجميع ويرسي السلام والأمن، ويواجه خطر التطرف والإرهاب الذي يهدد دول المنطقة والعالم، كما سيسهم بدعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي للإرهاب والتطرف، وتأمين الحدود بين البلدين، ولذلك شاهدنا خلال هذه الأيام اجتماعات المجلس التنسيقي العراقي - السعودي في بغداد الذي أثمر عن هذا اللقاء بين سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء العراقي، وأنه آن الأوان أن تكون الاتفاقيات والمذكرات على أرض الواقع، وأكد الغزي أن هناك رغبة حقيقية من مصطفى الكاظمي والحكومة العراقية بتقوية الشراكة ما بين العراق والمملكة، وضرورة "أن نشرع بتنفيذ مشاريع الطاقة والغاز والكهرباء والمعادن والبتروكيميائيات والفوسفات والكبريت والإسكان والاتصالات والزراعة، كما أنه سيتم افتتاح منفذ جديدة عرعر خلال الأسبوع القادم لتسهيل البضائع والسلع بين البلدين، وفرع للمصرف التجاري العراقي في المملكة، وملحقية تجارية سعودية في بغداد، وكذلك هناك اجتماع قريب بين رجال الأعمال بين البلدين في بغداد، وحسب ما تم الإعلان عنه من قبل المجلس التنسيقي السعودي - العراقي سترى كثيراً من المشاريع على أرض الواقع". وأضاف الغزي أن هذه الاتفاقيات والمذكرات المفعلة بين البلدين عبر المجلس التنسيقي تؤكد عمق العلاقة والتعاون بين البلدين الشقيقين، ما سيسهم بتحقيق مصالح البلدين وتحقيق الأمن ولاستقرار في المنطقة، مبيناً أن العراق والمملكة لديهما تعاون وشراكة وهما من الدول المصدرة للنفط، وضمن مجموعة "أوبك" و"أوبك بلس" من أجل استقرار أسواق النفط، وأشار إلى أن الاهتمام الكبير من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ورئيس مجلس الوزراء العراق دليل على صدق النوايا، وضرورة أن تكون شراكة حقيقية، وتعاون بين البلدين على المستويات السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى أن لقاء رئيس مجلس الوزراء وولي العهد أعطى زخماً معنوياً كبيراً، وهذا بحكم العلاقة ما بين الشخصين، وأيضاً ما بين الموقعين المهمين لهما، وصدق النوايا الموجودة لخدمة البلدين الشقيقين، لافتاً بخصوص حجم الاستثمار بين البلدين بأن الطموح أن يتجاوز "10" مليارات دولار خلال سنوات مقبلة. بدوره أكد المحلل السياسي الإعلامي العراقي مقداد الحميدان أن العلاقة بين العراق والمملكة تاريخية جسداً واحداً، فالمملكة وقفت بجانب العراق لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى موقفها الحريص على دعم جهود العراق لمواجهة جائحة فيروس كورونا، فقد قدمت دعماً عاجلاً من خلال توفير كميات ضخمة من المساعدات الطبية، شملت أدوات طبية وأدوية وأجهزة تنفس ومستلزمات شخصية، وهذا الدعم متواصل ساندت ودعمت العراق خلال السنوات الماضية دون تمييز أو من أجل مصالح، وقال: إن لقاء ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء العراقي بث الفرح والسرور لمحبي البلدين في العراق، وسيكون له أثر ملموس في تعزيز الروابط والوشائج الأخوية الراسخة التاريخية التي تجمع البلدين وشعبهما الشقيقين، ولذلك ليس غريباً أن تثمن الحكومة العراقية دعم جهود المملكة لمشاريع إعادة أعمار العراق، والتي قدمتها من خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين في الكويت عام 2018م، فالمملكة لم تتوان يوماً عن الوقوف ومساندة أبناء الشعب العراقي بمختلف الظروف، مبيناً أن هذه الأيام أيام فرح تاريخية للشعب العراقي بحديث ولي العهد، والذي يؤكد على تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين، وقال الحميدان: إن مما سيزيد هذه العلاقة ومن حجم التبادل التجاري بافتتاح منفذ جديدة عرعر مع منفذ عرعرالعراقي البري، وخاصة أن المملكة لديها توجه إنشاء وتشغل منطقة لوجستية كمنطقة اقتصادية خاصة، ما سيكون لها أثر في إنعاش الحياة الاقتصادية في العراق، كما أن مشروع الربط الكهربائي بين البلدين سيدعم قدرات العراق على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، والأهم أنه سينهي معاناة المواطن العراقي من الانقطاعات المتكررة، وكذلك تنويع مصادر الطاقة من عدة دول خاصة العربية، مشيراً إلى أن ذلك أكد عليه لقاء ولي العهد مع رئيس مجلس الوزراء العراقي، ما سيكون له أثر ملموس خلال الأيام المقبلة.