طالما أكد العراق الشقيق رغبته في تطوير العلاقات مع المملكة في جميع المجالات، وذلك في وقت تخطو فيه العلاقات الثنائية السعودية - العراقية نحو آفاق جديدة، تضع العراق أمام تحول كبير في علاقاته مع المملكة. وتعكس الإرادة السياسية القويه للدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - الارتياح للتطور الذي يشهده العراق، والتطلعات إلى تحقيق ما يصبو إليه البلدان من زيادة التعاون ورفع مستوى العلاقات، بل إنها علاقات استراتيجية في جميع المجلات الأمنية والسياسية والاقتصادية عملت عليها الدولتان. كما ألمح الكاظمي في مقال في المنتور الأميركية أن العلاقات مع المملكة هي المفتاح الرئيس لكل أزمات الشرق الأوسط مشيراً إلى أنها (العلاقات) واجب استراتيجي يجب الذهاب به إلى أبعد نقطة وأن تلك العلاقات ستخلق التوازن وعملية السلام في المنطقة، ومن هنا فالمتابع يدرك جيداً أن كلام الكاظمي ليس مصادفة والدليل أنه يسعى الآن إلى تعميق هذه العلاقة والبدء بالمراحل التنفيذية. وسعت المملكة أن يكون تمثيلها الدبلوماسي بالعراق على أعلى مستوى كما أن بغداد التي قابلتها بالمثل تعلم جيداً أن العمق التاريخي والسياسي والأمني والثقافي سيمنح المنطقة سيطرة كاملة في وجه تحديات تراها قريبة مع اشتداد الأوضاع سوءاً في كل المجلات خصوصاً الأمنية منها في المنطقة. ومن المؤكد أن الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلى المملكة، تحمل ملفات مهمة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والمستجدات في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكالمعتاد في مثل هذا الزيارات، تنعقد اجتماعات اللجنة السياسية والأمنية والعسكرية، التي يرأسها وزيرا الخارجية، المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - العراقي، كما سيجري التباحث حول العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتعليمية والفنية، بجانب اللقاءات الثنائية. وتعكس التصريحات الرسمية للبلدين الرغبة السياسية في الرياضوبغداد لتعميق العلاقات بينهما، لتكون انطلاقة جديدة لمرحلة جديدة، خاصة بعد نتائج أعمال المجلس التنسيقي بين السعودية والعراق، الذي تم إنشاؤه بناء على توجيه قيادة البلدين، كإحدى الوسائل الرئيسة للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي. وتحظى جولة الكاظمي الإقليمية والدولية التي ستكون بوابتها الأولى المملكة باهتمام رسمي وشعبي عراقي.