تحرص المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على وحدة الشعب العراقي الشقيق، وعلى التعاون مع الحكومة العراقية الحالية بقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لتحقيق المصالح المشتركة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، وهو ما أكده الاجتماع المرئي اليوم الثلاثاء الذي تم عن بعد بين ولي العهد ومصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء في العراق. معانٍ ودلالات سياسية: وعكس انعقاد الاجتماع المرئي معاني ودلالات سياسية تظهر إيمان الحكومة العراقية بأهمية العمق العربي والإسلامي والثقل الكبير الذي تمثله المملكة، كما أن لقاء ولي العهد بالكاظمي له أثر ملموس في تعزيز الروابط الأخوية الراسخة والتاريخية التي تجمع بين الرياض وبغداد وشعبيهما الشقيقين. ومن المنتظر أن يسهم هذا اللقاء في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وإبعادها عن التوترات والسعي لإرساء الأمن المستدام، حيث شهد اللقاء استعراض أعمال الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي العراقي وما تمخضت عنه الدورات الثلاث السابقة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم تصب في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، واعتماد نتائج أعمال المجلس في دورته الرابعة وما توصلت إليه اللجان المنبثقة منه. تعاون أمني ومواجهة الإرهاب: وسيسهم اللقاء بين ولي العهد ورئيس الوزراء العراقي أيضًا في تعزيز التعاون بين المملكة والعراق في مواجهة خطر التطرف والإرهاب بوصفهما تهديدًا وجوديًّا لدول المنطقة والعالم، كما سيسهم في دعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي للإرهاب والتطرف، وتأمين الحدود بين البلدين الشقيقين، وهو ما أكده البيان الختامي للقاء والذي شدد على استمرار التعاون المشترك في مواجهة خطر التطرف والإرهاب بوصفهما تهديدًا وجوديًّا لدول المنطقة والعالم، والاتفاق على استمرار دعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي للإرهاب والتطرف، كما أكد الجانبان على أهمية التعاون في تأمين الحدود بين البلدين الشقيقين. النفط: وأكد اللقاء بين ولي العهد والكاظمي أنه سيكون هناك تعاون بين البلدان الشقيقان من خلال شراكتهما في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وكذلك في مجموعة (أوبك بلس)، من أجل استقرار أسواق النفط، ويحرصان معًا على تسريع استعادة التوازن للأسواق، من خلال الالتزام بتطبيق اتفاقية (أوبك بلس)، حيث أكد الجانبان على أهمية التعاون في مجالات الطاقة وتبادل الخبرات وتنسيق المواقف في المجال النفطي ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) (أوبك بلس) والالتزام الكامل بكافة القرارات التي تم الاتفاق عليها، وبما يضمن التوصل إلى أسعار نفط عادلة ومناسبة للمصدرين والمستهلكين على حد سواء في سوق النفط العالمية. إعمار العراق: وتدعم المملكة جهود ومشاريع إعادة إعمار العراق وتواصل الوفاء بالتزاماتها التي قدمتها خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين في الكويت في العام 2018، مما يؤكد أن السعودية لم تتوانَ يومًا عن الوقوف إلى جانب العراق في مختلف الظروف، كما ينظر العراق حكومة وشعبًا ببالغ الامتنان والتقدير لهدية خادم الحرمين الشريفين للشعب العراقي والمتمثلة في بناء إستاد رياضي في العراق مما يعكس حرصه- يحفظه الله- على ازدهار العراق وتطورها في جميع المجالات. مجلس التنسيق السعودي العراقي: وأيضًا يعكس قرار البلدين تفعيل أنشطة مجلس التنسيق السعودي العراقي إضافة إلى تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين عمق التعاون وتطور العلاقات بين البلدين الشقيقين بما يحقق المصالح الوطنية المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.