أتمت المفوضية الأوروبية مفاوضاتها بشأن عقد لتسلم اللقاح الواعد من إنتاج شركتي الأدوية، الألمانية "بيونتيك"، والأمريكية "فايزر". وأكدت مصادر المفوضية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في بروكسل الثلاثاء، أن "المفاوضات مع الشركتين انتهت"، وأضافت المصادر: "تم إبرام العقد". وعقب إبرام العقد، صار من حق جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبالغ عددها 27 دولة، في الحصول المتزامن على الدفعات الأولى من واردات اللقاح، وسيُجرى توزيع هذه الدفعات على الدول وفقا لكثافة السكان في كل دولة، وتبلغ حصة ألمانيا منها حوالي 19%. وأجرت المفوضية الأوروبية مفاوضات مع "بيونتيك" و"فايزر" على مدار شهور، وعقب محادثات أولية، أعلنت المفوضية بالفعل في سبتمبر الماضي عزمها شراء ما يصل إلى 300 مليون جرعة من الشركتين، إلا أنها لم تكن قد أبرمت بعد اتفاقا إطاريا معهما - على عكس ثلاث شركات تصنيع لقاحات أخرى. هذا واعتبرت الولاياتالمتحدة الاثنين أنها قد تصدر ترخيصا للقاح ضد كوفيد-19 في غضون أسابيع قليلة بعدما أعلنت شركة "فايزر" أن لقاحها التجريبي يخفض بنسبة 90 % خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد إلا أن على بقية دول العالم أن تنتظر لأشهر بعد. وقال وزير العدل الأميركي أليكس عازار، إن توزيع اللقاح سيكون عندها "مسألة أسابيع" فقط، وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المنتهية ولايته جعلت من تطوير لقاحات أساسا لمواجهتها الأزمة الصحية هذه. وفي الاتحاد الأوروبي الذي اشترى مسبقا 200 مليون جرعة ويفاوض لطلب مئة مليون أخرى "قد لا يتوافر اللقاح قبل مطلع العام 2021" على ما أفاد مصدر اوروبي. وتقدمت دول أخرى مثل اليابان وكندا وبريطانيا بطلبيات للحصول على لقاح فايزر ومن المتوقع أن يتجاوز الطلب الكميات المتوافرة في البداية إذ ان فايزر تتوقع توفير 50 مليون جرعة في 2020 و1,3 مليار العام المقبل. قيود في أوروبا وسجلت الولاياتالمتحدة لأيام متتالية عددا قياسيا من الإصابات الجديدة التي تفوق المئة ألف يوميا وتجاوزت الاثنين عتبة عشرة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد منذ بدء تفشي الوباء على أراضيها مع زيادة مليون إصابة جديدة في غضون عشرة أيام. وتوفي أكثر من 238 ألف شخص في الولاياتالمتحدة جراء كوفيد-19 وفق الأرقام الرسمية إلا أن السلطات الصحية ترى أن الحصيلة الفعلية تزيد على 300 ألف بكثير. وسجلت أكثر من 50,3 مليون إصابة في كل أنحاء العالم منذ ظهور الوباء في الصين في ديسمبر، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة. وفي أوروبا، حيث سجلت أكثر من 12,7 مليون إصابة، فرضت البرتغال اعتبارا من الاثنين حالة الطوارئ الصحية يرافقها حظر تجول في القسم الأكبر من البلاد. وقال رئيس الحكومة البرتغالية أنطونيو كوستا "لا يمكننا مواجهة الجائحة من دون تضحيات" فيما تجاوزت الحصيلة اليومية للمرة الأولى ستين وفاة. وفرضت في غالبية دول أوروبا مستويات مختلفة من الإغلاق أو حظر التجول. ففرضت رومانيا الاثنين حظر تجول ليليا مع ضرورة وضع الكمامات في الخارج وحظر الاحتفالات العامة والخاصة، في وقت تقترب البلاد من تسجيل عشرة آلاف إصابة يومية جديدة. وفي المجر، أعلن رئيس الوزراء فيكتور أوربان إغلاقا جزئيا اعتبارا من الأربعاء، وستحظر التجمعات وتغلق المطاعم وتلغى المناسبات الثقافية فيما سيصبح حظر التجول ساريا اعتبارا من الساعة الثامنة وحتى الخامسة فجرا، وستفرض هذه التدابير التي تحتاج بعد إلى موافقة البرلمان، لمدة 30 يوما كحد أدنى. لا إغلاق جديد في روسيا في فرنسا تستمر الموجة الثانية بالانتشار لكنها تباطأت في أول مؤشر مشجع بعد عشرة أيام على إعادة فرض الإغلاق، خصوصا في منطقة باريس إلا أن الضغط على المستشفيات لا يزال كبيرا جدا مع تجاوز البلاد عتبة 40 ألف وفاة جراء الفيروس. في إيطاليا، يرى الأطباء أن الوضع الوبائي "خارج عن السيطرة بشكل واسع" ويطالبون الحكومة بفرض "إغلاق تام" فورا. أما روسيا، فقد سجلت الاثنين مستوى قياسيا جديدا لعدد الإصابات مع حوالى 22 ألف حالة جديدة، فتجاوزت موسكو للمرة الأولى المستوى الأعلى المسجل في مايو، إلا أن السلطات الروسية تستبعد حتى الآن إغلاقا جديدا واسع النطاق. وأعلنت إصابة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بفيروس كورونا المستجد وهو في صحة جيدة على ما قال جهازه الإعلامي. اختصاصي صحي يأخذ مسحة من أحد الركاب في نويرتينجن «أ ف ب»