قد يكون هذا الجدل الكبير حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 من الأحداث التاريخية التي ستشغل الكتاب والإعلام لأعوام طويلة وقد تغير كذلك منظومة التصويت داخل أميركا خصوصاً من حيث الأدوات الرقابية وآليات التصويت عبر البريد، كل ذلك مقيد بحال كان ادعاء دونالد ترمب صحيح بقدر كافي لتحقيق الانتصار عبر المحكمة. لكن السؤال هل ادعاء ترمب له وجه من الصحة ولو من حيث النظرية؟! بحسب وجهة نظر أنصار ترمب نعم، وذلك وفقاً لعدد من علامات الاستفهام أو التعجب إذا صح التعبير يمكن تلخيصها في عدد من التساؤلات المشروعة: حسب المراقبين والأرقام المعلنة تمكن ترمب من تحقيق شعبية داخل الأقليات انعكست بشكل كبير على التصويت في جميع الولايات بل أن ولاية فلوريدا المتأرجحة كانت من نصيب ترمب بمساندة أصوات الناخبين من أصول لاتينية وعلى وجه الخصوص الأقليات من أصول كوبية. دعم الأقليات لترمب خلال هذه الانتخابات كان بنسبة تاريخية لم تسجل من قبل؟! ترمب واتباعه يوجهون سؤال مشروع وهو كيف يعلن انتصار بايدن بولاية اريزونا لمجرد حصر 74٪ وفارق ضئيل وفي المقابل لا يعلن انتصاره في ولاية بنسلفينيا التي تم حصر 80٪ من الأصوات فيها وبفارق 700 ألف صوت!! وهذا ينطبق كذلك على ويسكونسن ميشيغان جورجيا؟! معسكر ترمب يتساءل لماذا توقفت الولايات المتأرجحة بنسلفينيا ويسكونسن ميشيغان جورجيا بالإضافة إلى نيفادا عن العد في وقت واحد وذلك بين الساعة الواحدة وحتى الساعة الثالثة صباحاً تقريباً عندما كانت حظوظ ترمب بالفوز تتخطى 75٪؟! منع ممثلين من حملة ترمب من مراقبة عملية الفرز في الولايات المتأرجحة وبالأخص بنسلفينيا، حتى بعد سماح المحكمة لهم بالوقوف مسافة ست أقدام من صناديق الاقتراع وكما يقال الذنب ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس ؟! بايدن حصد أصوات أقل وأداء أقل من هيلاري في ولايات فازت بها هيلاري مثل نيويورك التي فقد فيها 200 ألف صوت وشيكاغو 260 ألف صوت وكذلك فرجينيا ونيوهامشير في المقابل تمكن من تحقيق فوز قوي في الولايات المتأرجحة والتي تعد محل الخلاف اليوم والحاسمة عبر تاريخ الانتخابات الأميركية، هذه معادلة غير منطقية لسبب واحد وهو أن تقدم المرشح في الولايات المتأرجحة لا بد من أن يتزامن معه فوز ساحق في الولايات التي تصنف على أنها حزبية؟! كذلك من المؤشرات حسب رأي أنصار ترمب فوز الجمهوريين في الكونغرس حيث تم حصر 401 سباق على مجلس النواب حتى الآن. وفاز الديمقراطيون ب208 منهم. وفاز الحزب الجمهوري ب193 مقعدًا بواقع فقدان خمسة مقاعد لصالح الجمهوريين بالإضافة إلى محافظة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ. هذه النقطة بالذات يأخذها الطرف الآخر على وجه مغاير تماماً وهو أن الناخب الجمهوري قرر أختيار الحزب والتخلص من ترمب، ولا شك أنها وجه نظر مشروعة. بالرغم من أن عملية إثبات الاحتيال داخل آلية التصويت -والتي ستكون محور مقالي القادم- معقدة وصعبة المنال إلا أنه في تقدير لو قدر وفاز ترمب من خلال المحكمة، فهذا يعد خطرا كبيرا على الوجود الأميركي الذي تعد الانتخابات بمنظومتها المعقدة مرساة الديموقراطية داخل الولاياتالمتحدة الأميركية. لهذا السبب تجد أن السياسيين داخل المعسكرين الجمهوري والديمقراطي قلقين ومتوجسين من هذا السيناريو الخطير، ويفضلون فوز بايدن على ترمب لتنتهي هذه العاصفة التي لا يمكن لأحد تحديد ملامحها وأبعادها.