تتسلّط الأضواء على مقدونيا الشمالية، البلد الصغير غير الساحلي في جنوب شرق أوروبا، بعدما أعلنت السلطات النمساوية أن مشتبها به يعتقد أنه من أنصار تنظيم داعش الإرهابي اتُّهم بقتل أربعة أشخاص في فيينا يتحدر من البلد البلقاني. وبينما لا تزال التفاصيل المرتبطة بالمشتبه به وصلاته بمقدونيا الشمالية غير واضحة، في ما يلي بعض المعلومات عن البلد المتعدد العرقية والذي عمل جاهدا كغيره من دول أوروبا لاحتواء التطرف العنيف في أوساط أقليته المسلمة. جالية ألبانية كانت مقدونيا الشمالية جزءا من يوغسلافيا وتعد خصوصا موطن السلافيين المسيحيين الأرثوذكس، الذين يشكّلون أكثر من ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم مليونين ويهيمنون على الحياة السياسية والاقتصادية. لكن البلد يعد كذلك موطن جالية عرقية ألبانية كبيرة، العديد منهم مسلمون ويعيشون في المناطق الحدودية الشمالية والغربية المحاذية لكوسوفو وألبانيا، البلدين اللذين يشكّل أفراد العرقية الألبانية معظم سكانهما. وبخلاف جيرانها، تجنّبت مقدونيا الشمالية أعمال العنف العرقية الدامية التي هزّت يوغسلافيا في التسعينات. لكنها بدت على شفير الحرب عندما خاض متمرّدون من العرقية الألبانية تمرّدا عام 2001. وقتل ما يقارب من مئتي شخص خلال سبعة شهور من المعارك. وتوقّف العنف بفضل اتفاق "أوخريد" الذي منح الأقلية الألبانية مزيدا من الحقوق. وبقيت العلاقات سلمية بالمجمل مذاك، رغم أن الاندماج محدود بينما لا يزال الألبان يواجهون تمييزا اجتماعيا واقتصاديا. هجمات تم إحباطها بينما توقف تدفق المقاتلين المتطرفين إلى الخارج بشكل كامل في 2016، كان على مقدونيا الشمالية مذاك مواجهة خطر الهجمات على أراضيها التي قد يشنها مقاتلون عائدون أو غيرهم من المتعاطفين مع تنظيم داعش الإرهابي. وأحبطت الشرطة في السنوات الأخيرة عدة مخططات إرهابية. وفي أيلول/سبتمبر، أوقفت الشرطة ثلاثة شبان في العشرينات اتهموا بتخزين أسلحة لخلية "إرهابية" على صلة بتنظيم داعش الإرهابي. وفي شباط/فبراير 2019، قالت السلطات إنها منعت وقوع "عمل إرهابي" كان يخطط له أنصار لتنظيم داعش الإرهابي، بدون تقديم تفاصيل.