بترقب العالم اليوم الثلاثاء أمر على درجة كبيرة من الاهمية وبشعف كير واهتمام بالغ وحيرة حيث تعلن شركة أرامكو السعودية نتائجا عن الربع الثالث من عام 2020م، وذلك بعد أن حققت صافي دخل بقيمة 24.6 مليار ريال (6.6 مليار دولار) في الربع الثاني من مبيعات بقيمة 87.1 مليار ريال (23.2 مليار دولار) في النصف الأول. فيما بلغت توزيعات الأرباح عن الربع الأول 70.32 مليار ريال (18.75 مليار دولار) دفعتها الشركة خلال الربع الثاني، وبلغت توزيعات الأرباح عن الربع الثاني 70.32 مليار ريال (18.75 مليار دولار) ستدفعها الشركة خلال الربع الثالث. وستقوم ارامكو السعودية بنشر النتائج المالية وتوزيعات الأرباح للربع الثالث من 2020 قبل افتتاح السوق السعودي (تداول) يوم الثلاثاء الموافق 03 نوفمبر 2020. وسط توقعات المحللين والمستثمرين العالميين ان لا تسجل الشركة خسائر جراء أزمة كورونا، في الوقت الذي واعدت وأمنت أرامكو أرباح ثابته لعملائها في أسواء الاحول بقيمة أكثر من 75 مليار ريال توزع للمساهمين سنوياً حتى وان لم تصل الشركة لتلك الأرباح فيتم تعويضها لأرباح المساهمين الذي وضعوا ثقتهم في الاستثمار في شركتهم النفطية المسيطرة على تجارة البترول العالمية. وكانت أرامكو قد حققت أرباح للنصف الثاني متزعمة كافة الشركات العالمية الكبرى للنفط في صافي الدخل حيث انفردت أرامكو بصفتها أقوى شركة للطاقة المتكاملة في العالم بتسجيل صافي دخل قدره 6.6 مليار دولار للربع الثاني من 2020. في حين سجلت كافة نظيراتها على إثر تداعيات الجائحة خسائر ضخمة اضطر بعضها لدمج خطوط الإنتاج وأخرى لتقليل معدلات التشغيل، أو تصفية بعض القطاعات، وإعلان افلاس كثير من شركات النفط الصخري، بينما لم تتعطل إمدادات أرامكو من البترول والغاز والتكرير والكيميائيات حيث عملت كافة معاملها ومصافيها وفق معدلاتها التشغيلية بالتكنولوجيا المتطورة التي لا تتطلب التعامل البشري المباشر. في حين تطفو تساؤلات شتى سيناقشها الاعلام العالمي ومستثمري شركة أرامكو السعودية في البث الالكتروني الذي ستستغرق زهاء الساعة بمشاركة صحيفة "الرياض" التي تواصل في تغطيتها الموسعة وقراءاتها الخاصة لما يطرح من إثارة لعدة قضايا منها محاولة كشف أرامكو للسر الذي يمكن عملاق الطاقة في العالم، شركة أرامكو من الصمود في مجابهة الجانحة الفيروسية المدمرة التي ضربت صناعة البترول العالمي في العمق ولحد الانهيار وكانت الصدمة العنيفة بوفرة العرض وانعدام الطلب وتحطم الأسعار التي هوت للسالب في أبريل، بخلاق مشكلات طفح مخزونات النفط في العالم لحد استخدام الناقلات العملاقة مخازن للنفط على البحر. ومع ذلك، نال أداء أرامكو ونتائجها النصفية الأولى استحسان حشد الاعلاميين والمصرفيين والنقاد في المناقشة الاليكتروني، وذلك رغم التنازلات والمبادرات الطوعية للمملكة في خفض مزيدا من الإنتاج فوق حصتها المحددة من قبل تحالف اوبك بلس المقدرة بطافة 2.5 مليون برميل في البوم على اساس خفض الإنتاج بنسبة 23٪ من خط اساس 11 مليون برميل، الا ان المملكة خشيت عدم اكتفاء ما تم الاتفاق عليه بخفض انتاج دول تحالف اوبك بلس بنحو 10 في المائة من الانتاج العالمي لثلاثة اشهر مايو-يوليو، لتبادر المملكة بالإيعاز لشركة ارامكو بخفض اضافي طوعي بقدرة مليون برميل في البوم التي تم انجازها بنجاح في يونيو وعلى اثرها شهد النفط انتعاش وتوازن مقبول للعرض والطلب. وسوف شملت تداخلات رئيس أرامكو وكذلك نائب الرئيس للمالية لكترونية اشارات حول سعي المملكة القوي لصناعة مستقبل الطاقة العالمي، وتحملها المملكة أعباء سوق الطاقة المضطرب وقيادتها الناجحة في أحياء أكبر تحالف بترولي في تاريخ الصناعة وأضخم صفقات القرن التي أقرها تحالف أوبك بلس والتي ساهمت في انتعاش النفط والاقتصاد العالمي، ما يعني الدور القوي والرئيس لأكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام والطاقة في العالم، شركة أرامكو السعودية التي تنفذ سياسات الدولة وفق مصالحا الاقتصادية ومصالح استقرار اقتصادات العالم. ومن المرجح أن يتم التطرق لعدم قلق شركة أرامكو من دخول منتجين نفطيين اخرين لأخذ حصص تسويقية اكبر من أرامكو لتغذية بعض الدول الاسيوية مثل الهند وغيرها في ظل منافسة الصخري الأقل سعراً وكفاءة، إلا ان أرامكو تظل تحتفظ بحصصها التسويقية وتميزها نفطها بخمسة أنواع من النفط الخام للسوق العالمي بموثوقية واعتمادية وامدادات مستقرة وهذا ما جعل من عملاء أرامكو عملاقة النفط في العالم يجدون قيمة كبيرة في التعامل معها وهذا ما ساهم في زيادة نسبة عملاء الشركة مع استقرار الإنتاج مما يبدد أمر التنافسية حيث تنفرد أرامكو دوما في القمة. وبشأن مشاريع الاستحواذ والتحالف والتي ستظهر نتائج أعمالها ضمن الربع الثالث، كانت عملاقتي النفط والكيميائيات في العالم شركتي أرامكو السعودية، وسابك قد ازاحتا شركة شل الامريكية شريكتهما السابقة في ثلاثة مشاريع للتكرير والبتروكيميائيات بقيمة حوالي 14 مليار ريال، اثنين منها لشركة أرامكو التي استحوذت على كامل حصة شل في مصفاة بورت آرثر في ولاية تكساس الأمريكية وهي أكبر مصفاة في أمريكا الشمالية بطاقة 654 ألف برميل في اليوم وبقيمة حوالي ثمانية مليار ريال، واستحواذ أرامكو ايضاً على كامل حصة شل في مصفاة ساسرف بالجبيل بقيمة 2,4 مليار ريال، فيما استحوذا شركة سابك على كامل حصة شل في مجمع صدف للبتروكيميائيات بالجبيل بقيمة 3,075 مليار ريال، ويضم المجمع ستة مصانع عالمية للبتروكيميائيات يتجاوز إجمالي إنتاجها السنوي أربعة ملايين طن متري، ما يتيح المجال أمام "سابك" لتحقيق الاستفادة المثلى من عمليات هذه المصانع وزيادة الاستثمار في منشآتها، والاندماج بشكل أوثق مع الشركات التابعة الأخرى للاستفادة من فرص التكامل في ظل وفرة اللقيم.