بالرغم من بلوغ شركة أرامكو السعودية مرتبة أكبر منتج للنفط في العالم للعام 2018 وبفارق كبير عن نظرائها العالميين مثل شركات «شل» و»توتال» و»بي. بي» بمتوسط إنتاج ضخم بلغ 11,6 مليون برميل من النفط يومياً و13,6 مليون برميل من المكافئ النفطي، وفقاً لتصنيف «فيتش» الائتماني، إلا أن أرامكو بدأت أقل حضورا في الغاز الطبيعي وقطاع المصب من نفس نظرائها العالميين، وهذا ما يفسر الحراك الذي تشنه أرامكو بخطى متسارعة للاستثمار في حقول الغاز العالمية وإطلاق سلسلة مشروعات استحواذ ودمج للتكرير والبتروكيميائيات في المملكة وعدة مواقع استراتيجية في العالم برغبة جامحة وملحة لقيادة سوق الطاقة العالمي وتجاوز منافسيها في قطاع المصب لتصبح الشركة الأولى في العالم في المنبع (النفط والغاز) والمصب (التكرير والكيميائيات) والذي اقتربت من نيله بصفقة «سابك». وعلى إثر هذه التطورات وما أعلن عن تحقيق أرامكو أعلى صافي أرباح للعام 2018 بلغ 111,1 مليار دولار ( 416.5 مليار ريال) متجاوزة أكبر الشركات ربحية في العالم «أبل» بقيمة 59,5 مليار دولار، وأقوى منافسيها وشركائها في الطاقة «شل» بقيمة 23,4 مليار دولار و»إكسون» بقيمة 20,8 مليار دولار. في وقت نسبت مواقع عالمية للطاقة ومحللون الفارق الكبير في صافي أرباح أرامكو الذي بلغ ضعف أقرب منافسيها إلى سلسلة المشروعات العملاقة التي أطلقتها الشركة منذ 2016 في المنبع والمصب في المملكة وخارجها واتساع سوقها وتجارتها لجميع منتجات الطاقة والمنتجات الهيدروكربونية والكيميائية ومثيلاتها وتسويقها. ووصف ل»الرياض» الاقتصادي العالمي والأكاديمي المتخصص بشؤون الطاقة د. أنس الحجي، بلوغ أرباح أرامكو هذا الفارق الكبير بغير المستغرب على شركة بحجم ضخامة أرامكو وإنتاجها من جهة وانخفاض تكاليفها واتساع سوقها من جهة أخرى. في حين من جهتها أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء عن ارتفاع الناتج المحلي للقطاع غير النفطي بنسبة 2 % بنهاية الربع الرابع 2018 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017 ليصل إلى 385.8 مليار ريال، وهو ما يؤكد النجاح الكبير في طريق تحقيق الرؤية. في وقت لاحظت «الرياض» القفزات الهائلة المتصاعدة في صافي أرباح شركة أرامكو منذ 2016 التي بلغت 13 مليار دولار لترتفع أضعافا مضاعفة في 2017 بقيمة 76 مليار دولار قبل أن تصل إلى صافي ربحها الأكبر في 2018 البالغ 111 مليار دولار، في حين حققت في العوائد والمبيعات 135 مليار دولار في 2016 لترتفع إلى 263 مليار دولار في 2017 وإلى نحو الضعف في 2018 الذي بلغ 356 مليار دولار. ودعمت نتائج أرامكو القوية في العوائد والمبيعات إجمالي إيرادات المملكة غير النفطية التي ارتفعت من 255,6 مليار ريال في 2017 إلى 291,3 مليار ريال في 2018. وتشير التقديرات إلى أن إجمالي إيرادات المملكة ستكون حوالي 975 مليار ريال في العام 2019م بزيادة 9.0 % عن المتوقع في العام 2018 م، ومن المتوقع أن تصل إلى 1,042 مليار ريال في العام 2021 م بمتوسط نمو سنوي يبلغ 5.3 %. وارتفعت حقوق المساهمين إلى 1017 مليار ريال بنهاية العام 2018 وذلك بزيادة قدرها 25 % عن نفس الفترة من العام الماضي، والبالغة 814 مليار ريال، وارتفع النقد وما يعادله بمقدار 96 مليار ريال بنسبة 110 % عن الفترة المماثلة من العام الماضي، مع ارتفاع الودائع الآجلة بالدولار بمقدار 93.1 مليار ريال عن الفترة المماثلة. والمتابع لتحركات أرامكو على مدى الثلاث سنوات الماضية يدرك حجم الإنجاز المهول الذي تحقق في نتائج 2018 حيث شهدت الفترة ضخامة إنفاق أرامكو للمشروعات المدمجة للتكرير والبتروكيميائيات والتي تساهم في تقليل تكلفة الإنتاج ونفذت منها في المملكة مشروع «بترورابغ» والذي أنجز مرحلتين بحجم استثمارات مجتمعة بقيمة حوالي 74 مليار ريال منها 40 مليار ريال للأولى و34 مليار للثانية، ومشروع «ساتورب» الذي دخل في استثمارات المرحلة الثانية بإجمالي استثمارات للمرحلتين بقيمة حوالي 87 مليار ريال منها 50 مليارا للأولى و33,7 مليارا للثانية تشمل قيمة مجمع جديد للكيميائيات والاستثمارات التي سيجذبها. وفي نفس المنحى تحقق مشروعات أرامكو المدمجة للتكرير والبتروكيميائيات الدولية أقل التكاليف في الإنتاج وأكبر العوائد مدعمة بتملك لأرامكو أكبر مصفاة نفط في شمال أميركا «موتيفا» والتي خضعت لتوسعات رفعت طاقتها التكريرية إلى أكثر من 600 ألف برميل ويجري حالياً دمجها مع مجمع جديد للكيميائيات بتكلفة حوالي 37 مليار ريال بعد استحواذها على كامل حصة «شل» في المشروع بقيمة ثلاثة مليارات ريال. أرامكو تدعم عوائد المملكة بمشروعات مدمجة للتكرير والكيميائيات