أكدت مصادر خاصة من شركة أرامكو السعودية ل"الرياض" عن عدم اهتمام أرامكو للمضي قدما في خططها الاستثمارية للمشاركة في ملكية مجمع للتكرير والبتروكيماويات كان مزمع تنفيذه مع شركة "بتروناس" عملاقة النفط والغاز والتكرير والبتروكيماويات الماليزية بتكلفة تقدر بحوالي 78 مليار ريال (21 مليار دولار) والذي تابعت "الرياض" مراحل المفاوضات والمباحثات بين الجانبين التي كانت متقدمة. وكانت تستهدف الخطط تكرير مصفاة "بتروناس" طاقة 300 ألف برميل يوميا من النفط الخام من إمدادات أرامكو مع تشييد مجمع للبتروكيماويات بطاقة تقارب (8) مليون طن متري سنوياً، إلا أنه يبدو أن المفاوضات اسدل ستارها بعدم اقتناع أرامكو في ظل ترددها من مدى الجدوى الاقتصادية للمشروع وتأكدها عدم ادراره للعوائد والربحية المخطط لها التي ترجوها أرامكو في ظل التزامها بتنفيذ عدة مبادرات حددت في برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة. وإلغاء إقامة هذا المشروع ليس له علاقة ولا يفسر نجاح توجه أرامكو في مشاريعها الجديدة في القارة الأسيوية صوب دول أخرى مثل الهند وإندونيسيا الذي تأكدت أرامكو من جدواها واقدامها للمشاركة في ملكية مصفاة "تشيلاتشاب" في إندونيسيا بحجم استثمارات تقدر بنحو 5.5 مليار دولار، وتشمل تطوير المصفاة لتكرير أنواع النفط الخام المر، إضافة إلى إنتاج البتروكيميائيات الأساسية والزيوت الأساسية، وزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 370 ألف برميل يومياً. في حين نشطت مباحثات من الهند تقودها شركة النفط الهندية "إيسار أويل ليمتد" لجذب عملاقة النفط في العالم أرامكو للتحالف معها في مصفاتها في الهند من خلال بيع 49% من حصتها مقابل 3 مليارات دولار، وإعلان قيمة الشركة السوقية البالغة 5.5 مليار دولار، وتعد أهم وأكبر مصافي النفط في الهند. وتراجع أرامكو عن مشاركتها في "بتروناس" خيب أمالا الأخيرة التي كانت تعقد امالا كبيرة على عقد الصفقة التي كان من المخطط اتمامها بتأسيس شركة مشتركة للمشروع في الربع الأول من 2017، في حين كان من المخطط بدء تشغيل المصفاة في أوائل 2019، في وقت عانت "بتروناس" كثيرا من تهاوي أسعار النفط وتباعاتها وهي شركة عملاقة تتبعها نحو 500 شركة حيث اجبرتها الظروف الاقتصادية العالمية المنحدرة لمحاولة خفض انفاقها بقيمة 12 مليار دولار للسنوات الأربع القادمة. إلا أن أرامكو يبدو تحاول التوسع في دول مضمونة العوائد المجزية من خلال توجهها لتوسعة مشاريعها المشتركة القائمة في دول أخرى تشمل كوريا في مشروعها المشترك مصفاة أونسان التابعة لشركة إس أويل حيث من المخطط توسعة قدرة هذه المصفاة التكريرية ودمج مرافق البتروكيميائيات وفتح افق الاستثمار في الطاقة المتجددة التي قررت أرامكو أخيرا خوض غماراها بضخ 5 مليار دولار. إلى ذلك وفي نفس المنحى تعكف أرامكو لتوسعة مصفاتها المشتركة في الصين في مقاطعة فوجيان بعد نجاع الجانبين في زيادة أرباح المصفاة في اعقاب زيادة الطاقة التكريرية لأكثر من 230 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام وإنتاج أكثر من 11 مليون طن من المنتجات المكررة وأكثر من 3 ملايين طن من البتروكيميائيات المختلفة.