بعد تعثر المفاوضات والمباحثات بين شركتي "أرامكو السعودية" وشركة "بتروناس" عملاقة النفط والتكرير والبتروكيماويات الماليزية للمشاركة في إقامة مجمع للتكرير والبتروكيماويات في ولاية جوهور جنوبي ماليزيا على الحدود مع سنغافورة خطط لتنفيذه بملكية مشتركة مناصفة بحصص متساوية بنسبة 50% لكل منهما بتكلفة تقدر بحوالي 78 مليار ريال (21 مليار دولار)، والذي تابعت "الرياض" تطوراته، بدأت آمال تفوح بالآفاق باستئناف المفاوضات لإقامة المشروع؛ حيث تستهدف خطط تكرير مصفاة "بتروناس" طاقة 300 ألف برميل يوميا من النفط الخام من إمدادات أرامكو مع تشييد مجمع للبتروكيماويات بطاقة تقارب ثمانية ملايين طن متري سنوياً. وكانت أرامكو ترى بعدم الجدوى المثلى لاقتصاديات المشروع بعد خوض مباحثات مضنية بين الشركتين تضمنت تحالف الشركتين في إقامة شركة مشتركة للمشروع في الربع الأول من 2017، في حين من المخطط بدء تشغيل المصفاة في أوائل 2019. في وقت تتجه أرامكو صوب دول آسيوية أخرى حيث ظفرت مؤخرا في ملكية مصفاة "تشيلاتشاب" في إندونيسيا بحجم استثمارات تقدر بنحو 5.5 مليارات دولار، وتشمل تطوير المصفاة لتكرير كميات أكبر من أنواع النفط الخام المر، إضافة إلى إنتاج البتروكيميائيات الأساسية والزيوت الأساسية، وزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 370 ألف برميل يومياً وأعلنت "بتروناس" الأمل مجددا في إقناع أرامكو ودخولها في المشروع في وقت تنظر الشركة الماليزية لأرامكو كأكبر منتج ومصدر للنفط في العالم بهيمنتها على إنتاج ما يقرب من برميل من كل ثمانية براميل من إمدادات النفط العالمي حيث يمثل ذلك إنجازا وصفقة تأمل "بتروناس" الظفر بها في أقوى تحالف مرتقب على الإطلاق للشركة الماليزية وتتأمل "بتروناس" والتي يتبعها 500 شركة قررت خفض الإنفاق لتأثرها بتدهور أسعار النفط بقدر 50 بليون رنجيت أو 12 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، في حين لم تعيق هذه الظروف السلبية لخطط الشركة للاستثمار في مشروعات طويلة الأجل وتابعت "الرياض" ما أعلنه مسؤولو "بتروناس" بأن مشروع المصفاة والبتروكيماويات المزمع إقامته مع أرامكو المحدد موقعه على ضفاف بلدة صيد في ولاية جوهر تقدر تكلفته حوالي 12.7 مليار دولار، في حين أوضحت أن المرافق ذات الصلة بالمشروع بدء من إمدادات المياه الخام إلى مخصصات الغاز الطبيعي المسال سوف تكلف مبالغ أخرى بحوالي 8.6 مليارات دولار وتواجه "بتروناس" تحديات حالية كبيرة امتدادا لتراجع نتائجها لعام 2016 بسبب انخفاض أسعار النفط وانخفاض صافي قيمة الأصول. في وقت تخطط "بتروناس" مواصلة التخلص من مئات الوظائف رغم تخلصها من 1000 وظيفة في مارس 2016. وكانت أرامكو قد انسحبت من مشروع مصفاة للتكرير والبتروكيماويات كان مخطط إقامته في فيتنام بحجم استثمار مشترك بتكلفة 20 بليون دولار وبطاقة معالجة تبلغ 400 ألف برميل يومياً، لارتفاع قيمة المشروع وتكلفته ومزاياه حيث أعادت أرامكو النظر في وضعه في حين تدخل شركة أرامكو في استثمارات ضخمة في الصين في ملكية مصفاة فوجيان بحجم استثمار يبلغ نحو 19 مليار ريال؛ حيث تقوم المصفاة بتكرير ومعالجة أنواع الزيت الخام الذي تنتجه أرامكو بصفة رئيسة وبطاقة تكريرية أكثر من 230 ألف برميل وسطياً في اليوم من الزيت الخام وإنتاج أكثر من 11 مليون طن من المنتجات المكررة وأكثر من 3 ملايين طن من المنتجات البتروكيماوية خلال عام.