الأمانة صفة جميلة حث عليها الدين وأمر بها، والإنسان الأمين محبوب عند الله وعند الناس أجمعين قال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) لقد أوجب الله علينا الأمانة ولّقب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالأمين وهو قدوتنا في حفظ الأمانة والتخلق بها فما أجمل أن يكون الإنسان أميناً، وأن تكون الأمانة خلقاً دائماً له في معاملته مع ربه ومع نفسه ومع أهله ومع الناس جميعاً، والأمانة أن نصون حواسنا من الحرام وأن لا نعتدي على حقوق الآخرين وأن نحفظ الودائع والأمانات وهي كلمة واسعة المفهوم، يدخل فيها أنواع كثيرة، منها الأمانة العظمى وهي التمسك بالدين وتبليغه إلى الناس عامة، فالرسل أمناء الله في تبليغ وحيه، قال صلى الله عليه وسلم «أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً) وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين. كل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن، وهو الله جل وعلا، فالبصر أمانة، والسمع أمانة، واليد أمانة، والرجل أمانة، واللسان أمانة، والمال أمانة أيضاً فلا ينفق إلا فيما يرضي الله. العرض أمانة، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه، فتحفظ نفسك من الفاحشة، وكذلك كل من تحت يدك، وتحفظهم عن الوقوع فيها، العمل الذي توكل به أمانة، وتضييعه خيانة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»، قال كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال «إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال (وإنها أمانة) فأتمنوا بعضكم ببعض ولا تجعلوا العلاقة بينكم قائمة على الغش والخيانة فالأمانة صفة يجب أن لا تضيعها.