للأسف يفسر بعض الناس الأمانة بأنها الأمانة في مجال الحفاظ على أموال الآخرين.. وعدم اختلاسها أو العبث بها وحسب، وهو تفسير ضيق جداً للأمانة.. لأن الامانة أكبر من ذلك بكثير جداً فالحفاظ على الدين أمانة.. والحفاظ على الشرف أمانة.. وتربية الأولاد أمانة.. والزوجة أمانة، وحقوق الجار أمانة.. والكلمة أمانة.. وهكذا الحياة تعتمد في كل جوانبها على الأمانة.. وويل لمن يفرط فيها.. لأن خسارته دنيا ودين.. اما في الدنيا فسوف يتجنبه الناس.. ويحذرونه .. ومهما حاول اخفاء هذا الخلق فسيعرفه الناس من حوله. وعلى عكس ذلك ان اشتهر بالامانة.. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. عرف قبل الاسلام بأنه الأمين وتنادت قريش بأمانته عليه الصلاة والسلام.. واحتكموا إليه في وضع الحجر الأسود في مكانه لأنه الأمين وهو صلى الله عليه وسلم قدوة هذه الأمة.. يصرح لنا ألا دين لمن لا أمانة له.. وجعل من آيات المنافق أنه إذا اؤتمن خان.. وجاءت الآيات الكريمة تنبه إلى خطورة موضوع الأمانة (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا). وفي اطار التوجيه الإلهي الكريم يأمرنا الله عز وجل بأداء الأمانة. (إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) ويقول تعالى : (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم). فليتنا جميعاً ندرك أهمية الأمانة وأبعادها بالعمل.. والكلمة والتعامل.. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف : (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) ويقول : (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) فالكلمة أمانة.. ولنتق الله ولنقل كما أمرنا قولاً صادقاً سديداً.. والله الموفق.