لم يكتب التاريخ أن العثمانيين أكرموا العرب خلال تواجدهم في أراضيهم بل كانت مرحلة ممتلئة بالمظالم والفظاعات وتمزيق الأمة العربية. لقد حوّل السلاطين العثمانيون العالم العربي لأدوات تخدم الأتراك العجم؛ وليس هذا فحسب، بل حملوا تراث الدول إلى إسطنبول لتكون قبلة للمسلمين، بعد أن مزّق العثماني الدولة العباسية لتظهر الدولة الدموية العثمانية التي كتبها التاريخ بدماء العرب، فنحن لا نعبّر عن كره العجم لنا، بل نحاول أن نكتب حتى نصحح ما دونه التاريخ عن فضائل الأتراك لتكون فضائح وجرائم لا مثيل لها. أربع مئة سنة حكم العثمانيون العرب ولم يذكر في تلك السنوات أن سلاطين تلك الدولة قاموا بالاعتناء بترميم الحرم المكي والنبوي ولم يحاولوا على الأقل أن ينهضوا بالبلدان بل كان هدفهم الخلاص من كل عربي مجند لإقامة حرب بلا هدف، ثلاثة وثلاثون سلطاناً حكموا الدولة العثمانية ولم يحج أي واحد منهم كما تشير بعض الروايات، فكيف يكون خليفة للمسلمين ولا يعرف الطريق إلى بيت الله الحرام؟ اليوم نشهد تجدداً لأحلام بولادة دولة عثمانية جديدة بهوية أكثر تطرفاً من ذي قبل؛ فأي خلافة يتحدث عنها أردوغان وينادي بها هذا الزعيم التركي الذي يظهر ويهدد بصفاقة كل دولة عربية ويفشل في كل مرة؟ رجب الطيب أروغان ينادي بإرث أجداده وينادي بالخلافة الإسلامية ليداعب أحلام المخدوعين ويبيعهم الوهم بأن يكون لديه زعامة وخلافة. لا قوة ولا مال لدى السيد رجب سوى أطماع اجتمعت مع حقد وكيد وبالتعاون مع حكومة قطر، فالمال الذي تنثره قطر على أردوغان هو مال من أجل إقامة الاحتلال الذي تنادي به المنظمات الإرهابية الإخوانية التي تتمركز في قطر، فنحن نعلم أنه منذ أن أعلنت الدول الأربع مقاطعة قطر من أجل عزل الإرهاب حمل أردوغان أحلامه ووضعها في قطر لتكون قاعدة عسكرية لتنفيذ مخططاته الإجرامية بالتعاون مع منظري جماعة الإخوان المسلمين وبدعم ماليقطري، فقطر تسعى لأن يكون لها دور في المنطقة ودورها ينحصر في العمالة لا في صناعة السلام وتحقيق العدالة والتنمية للداخل القطري والوطن العربي؛ ولذا فلن تعود قطر إلى الحضن العربي وفي ميادينها يُرفرف العلم التركي، فقطر ليست دولة ذات سيادة بل حامية تركية وقاعدة للتخريب وزرع الفتن بالوطن العربي.