مع اعتقادي أنه لا أحد يخفى عليه ما وراء الحملة الشعبية الوطنية الكبيرة والقوية بالدعوة لمقاطعة البضائع والمنتجات التركية وأقل ردة فعل وواجب وطني إزاء ما يقوم به الرئيس التركي أردوغان وحكومته من محاولات بائسة وحملات ممنهجة مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ضد تصرفات تركيا المعادية لوطننا والتي تستهدف القيادة والشعب وتهديد أمن واستقرار المنطقة برمّتها فضلاً عن دعمه للإرهاب وجميع جماعاته وتنظيماته التي تستهدف المملكة. ولأن الاقتصاد هو مروحة السياسة والحرب الإعلامية من أقوى وأشرس حروب اليوم وهذا عمل عليه أردوغان من خلال الماكينة الإعلامية التركية والتضليل الإعلامي، ولكن من جرّب مجابهة السعودية وجد أن هبّة السعودي وغيرته على وطنه وبمجرد هاشتاق يهزّ كيان دول، وهو رقم صعب لا يجابه في الحرب الناعمة، ويخوضها بكل قوة واكتساح مع عزم وحزم وقوة الموقف السياسي. وإذا ما عرفنا كيف انخفض حجم التبادل التجاري بين السعودية وتركيا في السنوات الماضية من 5.59 مليارات دولار في 2015، إلى 4.96 مليارات دولار في 2018، وفقاً لبيانات رسمية صادرة عن وزارة الخارجية التركية. وهناك أكثر من 200 شركة تركية تعمل في السعودية، كما تعد المملكة الدولة الخليجية الثانية بعد قطر والدولة السابعة في العالم على صعيد حجم الأعمال التي ينفذها المقاولون الأتراك فيها. وتراجعت أرقام سياحة السعوديين في تركيا خلال العام الماضي، حيث ذكرت بيانات صادرة عن وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن عدد السياح السعوديين بلغ في أغسطس 2020 نحو 100120، مقارنة بنحو 140010 خلال الشهر نفسه من العام الماضي. اعتبر مراقبون وراصدون سياسيون أن الشركات السعودية قد وجهت فعلاً صفعة قوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أن تسابقت في إعلان وقف استيراد جميع المنتجات التركية، لتزيد من فاعلية حملة المقاطعة الشعبية. وتصدر هاشتاق #الحملةالشعبيةلمقاطعة_تركيا، قائمة الأكثر تداولاً عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لليوم الثالث على التوالي، حتى وصل للمرتبة الثالثة عالمياً الليلة الماضية بعد أن شارك الآلاف بهذه الحملة الشعبية. وساهم نجاح الحملة في السعودية، ومشاركة أكبر المراكز والأسواق التجارية السعودية، في انتقالها سريعًا إلى دول عربية أخرى، منها الإمارات ومصر والمغرب وغيرها مثل اليونان وانتشرت الحملة على أوسع نطاق، احتجاجاً على سياسات الرئيس التركي وحكومته ودعمها للإرهاب فضلاً عن تدخلاتها في الشؤون العربية والكشف عن دور أردوغان الذي يهدف إلى تدمير وتمزيق الوطن العربي. الشعب السعودي الذي أثبت من خلال هذه الحملة أنّ وطنه خط أحمر وأن مصلحة وطنه العليا فوق كل اعتبار. وتسابق رجال وأصحاب الأعمال للإعلان عن قطع علاقاتهم التجارية مع تركيا وإيقاف أي استيراد منها واعتلاء أسماء شركاتهم ومؤسساتهم في لوحة الشرف لكل من بادر وأوقف بيع المنتجات التركية تضامناً واستجابة ل#الحملةالشعبيةلمقاطعة_تركيا كواجب وطني، وأثبتوا للعالم أجمع أن المواطنة مواقف، والسابقون السابقون، فالمواطن الحقيقي لا ينتظر قراراً ملزماً، فثمة فرق وبون شاسع جداً بين من يستجيب ويلتزم وينفذ وبين من يبادر ويسبق ويُثبت استشعاره المسؤولية وواجبه الوطني، وأن مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار.