قصة حب تجمع اللاعب زلاتان إبراهيموفيتش بكرة القدم ففي عمره التسعة والثلاثين عاماً لا يزال يضع بصمته في كل فريق يلعب معه، دائما ما يكون محط أنظار للجميع ويخوض التحديات مع نفسه للاستمرار في لعب كرة القدم رغم تقدم سنه إلا أنه لم يتوقف عن مداعبة المستطيل الأخضر، هو لاعب قادر على أن يغير شكل الفريق بمجرد الانضمام له ويعرف بأنه شخص قيادي داخل الملعب وكثيرا ما يكون الأبرز بين الجميع. ولد في أكتوبر من العام 1981 تطلق والداه عندما كان عمره عامين وقضى طفولته في منطقة روزنغارد المأهولة بالمهاجرين، كان لصاً ومتنمرا في طفولته فيما كان يشتهر بسرقة الدراجات وكان من أشهر لصوص الحي وفقا لما ذكره في كتابه وقال: «كل ذاك كان نتيجة ما تعرضت له من تشتت عائلي» ولكن في ذات الوقت كان محباً لكرة القدم وارتبط إبرا بها نتيجة بقائه في الشارع لساعات طويلة، يقول عن نفسه: «إنه لم أكن لاعبا جيدا أو سيئا، بل كنت صعلوكا يحب الكرة ويركلها في كل وقت وكل مكان ويزداد تعلقا بها كلما صفق له أحد وأشبع غروره» مشيراً إلى أنه كان يلعبها في الشارع والمدرسة ويمارسها في المساحات الواسعة والضيقة، لم يترك زلاتان بقعة لم يركل فوقها الكرة إلى أن قام بتطوير موهبته. وفي عمر السابعة عشرة افتتح مسيرته الكروية في فريق مالمو السويدي إذ لعب معه ثلاثة مواسم سجل حينها 16 هدفا، وكانت هذه الفترة هي الأهم في تاريخ اللاعب السويدي حيث تم استقطابه من نادي أياكس أمستردام الهولندي بعقد يمتد إلى 4 سنوات، سجل خلالها ثمانية وأربعين هدفاً وقدم حينها مستويات رائعة مما حتم على منتخب بلاده باستدعائه للمشاركة في كأس العالم 2002. انتقل لاحقا إلى كبير إيطاليا نادي يوفنتوس وقد نال من خلاله شهرة واسعة في الدوري الإيطالي وفي العام 2006 انضم إلى غريمه المحلي إنتر ميلان وكانت هذه أفضل أيام اللاعب في مسيرته الكروية من حيث الأداء والأرقام. ففي هذه الفترة جعلت منه من أهم 3 مهاجمين على مستوى العالم نظرا لما قدمه من مستويات، وترجل بعد ذلك إلى فرق عديدة منهم إي سي ميلان وباريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد وفريق جالكسي الأميركي وبعد ذلك عاد إلى فريقه السابق نادي إي سي ميلان الإيطالي. وكثيراً ما يعرف عنه بأنه يمتلك كاريزما خاصة به تميزه عن الجميع كما يعرف عنه الغرور وكبرياؤه جزء لا يتجزأ من شخصيته لذلك غالبا ما نجد الصحفيين يبحثون عنه لإجراء المقابلات الصحفية معه فكثيرا ما تكون ردوده مثيرة، وعند سؤاله عن سبب كونه مغروراً رد وقال: «لا أعتقد بأني مغرورا كما يقول البعض، أنا واثق من نفسي وهذا مختلف عن الغرور، هذه قوة فردية لدى الإنسان»، وأوضح أنه رجل ودود لعائلته ويهتم بها ولكن حينما تطأ قدمه على أرض الملعب فهو يتحول إلى مفترس. ويملك السويدي قاعدة جماهيرية ضخمة وقد تحدث عنه الكثير من اللاعبين والمدربين، قال المدرب روبترتو مانشيني عند وصف إبرا بالشخص المختلف: «قد يكون مملا خارج الملعب ومرهقا بعض الشيء، يتحدث عند نفسه كثيرا لكنه شخص يحب الفوز ويقاتل من أجله، وقبل كل ذلك يتدرب بشكل جيد جدا، زلاتان يعرف بأنه الأفضل وسيذكرك بذلك كلما نسيت»، وأشار إلى أن في المقابل إذا كنت تريد الفوز فهو الرجل المناسب. من جهته، قال مورينيو: «لا يحتاج زلاتان إلى أي مقدمات الأرقام تتحدث عن نفسها يعد إبراهيموفيتش من أفضل المهاجمين في العالم فهو لاعب دائمًا ما يقدم مئة في المئة من إمكاناته لقد فاز بأهم الدوريات في عالم كرة القدم». وفي العام 2016 أعلن إبرا عن اعتزاله اللعب دوليا بعد انتهاء فعالية كأس الأمم الأوروبية التي احتضنتها فرنسا، وحقق إبرا في تاريخه العديد من البطولات والجوائز ففي تاريخه حصد خمسة وثلاثين بطولة في أندية مختلفة، كما أن اللاعب السويدي يتفوق على الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو في عدد بطولات الدوري التي حصل عليها، إذ حقق 13 بطولة، في حين حصد ميسي سبعة، ورونالدو أربعة، وعلى الصعيد الفردي حصل على الكثير من الجوائز منها جائزة القدم الذهبية - جائزة بوشكاش - جائزة فيفبرو.