عجائب ولطائف اللغة العربية لا تنتهي؛ فكلما تعمقنا أكثر وجدنا العجب، ما بين معانٍ غريبة واستخدامات لطيفة وفوارق عجيبة تجذب برونقها الأسماع والأبصار، ولا تزيد القارئ إلا عطشاً لمعرفة المزيد.. هنا سأورد بعضاً منها.. * لا يقال (مائدة) حتى يكون عليها طعام؛ وإلا فاسمها (خِوان).. ولا تسمى (الكأس) كأسًا حتى يكون فيها شراب؛ وإلا قيل (قدح) أو زجاجة.. ولا يقال (خاتم) إلا إذا كان فيه فصٌّ؛ وإلا فهو (فتخة).. ولا يقال (نفق) إلا إذا كان له منفذ؛ وإلا فهو (سَرْب).. ولا يقال (خِدر) إلا إذا كان فيه امرأة؛ وإلا فهو (سِتْرٌ).. ولا يقال (ثَرَى) إلا إذا كان نديًّا؛ وإلا فهو تراب.. ولا يقال للجوع (سَغَبٌ) إلا إذا كان معه تعب.. ولا يقال رجل (أبكم) إلا إذا اجتمع فيه الخَرَس والبَلَه.. ولا تُسمَّى الحديقة حديقة إلا مع وجود السُّور، وإلّا فهي بستان. * إذا توفي زوج امرأة فلبست الحِداد يقال (امرأة حادٌّ) ولا يقال حادَّة. – يقال (امرأة حامل) بحذف التاء المربوطة؛ لأن الرجل لا يشاركها في حمل البطن، ويقال (امرأة حاملة) بالتاء المربوطة؛ إذا حملت شيئًا على ظهرها؛ لأن الرجل يشاركها في الحمل. * يفرقون في الضرب فيقولون: للضرب بالراح على مقدم الرأس: صقع، وعلى القفا: صفع، وعلى الوجه: صك، وعلى الخد ببسط الكف: لطم، وبقبضها: لكْم. * لك أن تقول: هذا حالٌ حسنٌ، أو: هذه حالٌ حسنةٌ.. وقد جمعهما أحد الشعراء بقوله: جئنا إليه بحالٍ غيرِ لائقةٍ كيما نؤوب بحالٍ لائقٍ حسنِ * آه.. كلمة تقال عند التوجع، يقال: تأوه تأوهاً إذا قال: آه، والاسم منها: آهة.. قال المثقَّب العبدي الشاعر الجاهلي: إذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة الرجل الحزين * سائِر: تعني (ما تبقّى) من الشيء قليلاً أو كثيراً، وليس كما يعتقد البعض أن كلمة سائر تعني: جميع أو كلّ شيء.. نقول: تفقّد الأقاليم وسائر القرى: أي ما تبقّى من القرى. * الإفراط في اللين: ضعف، الإفراط في الضحك: خفة، الإفراط في الراحة: خمول، الإفراط في البخل: شح، الإفراط في المال: تبذير، الإفراط في الحذر: وسواس، الإفراط في العبوس: جفاء، الإفراط في الشدة: قسوة، الإفراط في السكوت: مقت. * الأحوص: من كانت إحدى عينيه أكبر من الأخرى، والجاحظ: من كانت عيناه بارزتين، والأدعج: واسع العينين السوداوين. * العفو والصفح: العفو ترك العقوبة، تعفو عنه تترك عقابه.. أما الصفح فهو ترك اللوم والتثريب، وهو أبلغ من العفو؛ قد يعفو الإنسان ولا يصفح وإنما يلومه ثم يعفو عنه.