أكد مفكرون وأكاديميون أن المملكة منذ عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه -، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لم تتوانَ يوما عن دعم ومؤازرة القضية الفلسطينية بكل وسائل وأساليب المساندة، إلا أن التعنت والتخاذل من قبل القيادة الفلسطينية كان سببا رئيسا في ضياع القضية، منوهين بمبادرة الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عندما كان وليا للعهد حيث تمحورت حول ثمانية نقاط كانت جميعها في صالح القضية، وفرصة سانحة لصنع سلام يعيد الحقوق ويحفظ الكرامة، إلا أن المصالح الشخصية الضيقة ومواقف الضعف تؤكد ما قاله الأمير بندر بن سلطان: فلسطين قضية عادلة لكن محاميها فاشلون. القضية والقيادة وأكد الشيخ عبدالله بن محمد فدعق "المتخصص في قضايا الفقه والفكر" أن الحلقات الثلاث من مقابلة الأمير بندر بن سلطان ترسخ ما سبق أن تحدث عنه في لقاءات سابقة، وفي مؤلف خاص له، وهي تلخيص لمفاهيم ومواقف عديدة، يتصدرها مكانة القضية الفلسطينية في قلب القيادة السعودية والذي يستقر في ذهن الجميع أن "القدس الشريف" قضية المسلمين جميعا، وهي قضية السعوديين وولاة الأمر في بلادنا المباركة على وجه الخصوص، ولكن للأسف هذه القضية العادلة أصبحت بسبب قادتها قضية من لا قضية له، وقد جاء حديث الأمير بندر عقلانيا متزنا مترفعا عما يثير النقاشات، وما دفعه لذلك هو الاستفزازات الأخيرة، والحمد لله أنه تحدث وأطلع الشعب السعودي على تفاصيل وأحداث مهمة، مؤصلا ذلك بالحجج والوثائق. دعم ومؤازرة وأضاف: من الوثائق التاريخية البارزة المبادرة الموفقة لولي العهد الأمير فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - التي كانت في حينها حلا حقيقيا نافعا ومجديا للقضية إلا أنها كغيرها لم تستغل، وهذا يثبت أن القضية قضية عسيرة، وأن إمكانية الحل تأتي في سياق فرص سانحة ضيعتها القيادة الفلسطينية حتى رفعت من الطاولة، وهذا يؤكد أن الأمل في الحل اليوم أصبح ضعيفا جدا في ظل قيادة فلسطينية لا تراعي مصالح شعبها، مشيرا إلى أن المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وهي تدافع عن القضية الفلسطينية كقضية أولى، وامتد هذا العمل الدؤوب حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، إلا أن الجانب الفلسطيني لم يستفد من كل هذا الدعم السخي والمؤازرة الأخوية، حتى أوصلوا قضيتهم إلى الضياع، مؤكدا أن المعول عليه هو الشعب الفلسطيني، كما أكد الأمير بندر بن سلطان بوضوح، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يخلص الشعب الفلسطيني من قياداته التي تلاعبت بمصيره، ومصير القدس الشريف. تاريخ ووثائق وقال الباحث والأكاديمي د. محمد بن علي الذبياني: تابع الجميع لقاء الأمير بندر بن سلطان بأجزائه الثلاث والذي يؤكد من خلاله المواقف السعودية الداعمة والمناصرة للقضية الفلسطينية، وكان جميلا من سموه أن يخص بحديثه المواطنين في المقام الأول حتى يزول الإبهام والضبابية حول كثير من الأحداث، كما أن التلقائية التي تحدث بها سموه جعلت وسائل الإعلام في العالم أجمع تهتم بما قاله حيث تطرق إلى العديد من الأحداث والفرص الضائعة في سبيل حل القضية الفلسطينية مؤصلا ذلك بالتواريخ والوثائق التي تجعل كل مرتزق يلزم الصمت ولا يستطيع أن يعلق أو يعترض على حديثه، ومن ضمن ما تحدث عنه مبادرة الملك فهد - رحمه الله - عندما كان وليا للعهد حيث تمحورت حول ثمانية نقاط كانت كلها في صالح القضية ولكن تعنت القيادة الفلسطينية والنظر إلى المصالح الشخصية إضافة إلى مواقف الضعف والخذلان من بعض الأطراف العربية جعله - رحمه الله - يسحب تلك المبادرة والتي جعلت القيادات الفلسطينية بعد مدة من الزمن يتمنون أن يتحقق نصف ما تضمنته ولكن النفوس التي جبلت على الخداع وعدم الجدية في حل مشكلة فلسطين لا يستغرب أن يكون ذلك نتاجها ولقد أحسن الأمير بندر في التوصيف عندما قال فلسطين قضية عادلة لكن محاميها فاشلون. بصمات مضيئة وأضاف: أن ما قامت به المملكة منذ عهد المؤسس - رحمه الله - وحتى اليوم يسطر بمداد من ذهب خدمة للقضية الفلسطينية، وكل ملك من ملوك هذه البلاد له بصمة مضيئة في سجله حول قضية فلسطين ولقد حاولوا بكل إخلاص وأمانة أن ينهض الشعب الفلسطيني من كبوته ليواجهوا عدوهم الإسرائيلي لكن إذا كان من يتصدر من شعب فلسطين لا يهمه إلا تكديس الأموال ونهب المساعدات التي توجه للشعب الفلسطيني فحتما سيكون الضياع والتيه لتلك القضية العادلة حاصلا ومؤكدا، وإن ما نراه اليوم من انتفاخ أرصدة المسؤولين الفلسطينيين بمئات الملايين من الدولارات حيث يعيشون في بذخ وارف هم وأبناؤهم بينما الشعب الفلسطيني ينوء تحت كاهل الاحتلال والعوز والفقر وكل ذلك سببه المتاجرة بقضية القدس، وكأن القدس أصبح فزاعة لحلب جيوب الدول والمنظمات العربية والإسلامية رغم أنها قضية عادلة وليت تلك المساعدات تصل إلى أهل فلسطين الأحرار بل تذهب مباشرة إلى تلك القيادات النهمة والتي لا يهمها قضية أو شعب بل كل ما يهمها هو أن تمتلأ جيوبها من تلك الأموال لينفقوها في ملذاتهم والترفيه عن أنفسهم، وقد حان الوقت أن يكون الجهد منصبا على الشعب الفلسطيني ومساعدته بشكل مباشر من دون المرور على تلك القيادات حتى يعلم الجميع وأولهم أهل فلسطين أن مصيبتهم من قياداتهم فهم سبب ضياع القضية العادلة.