تجددت الاشتباكات بين قوات أذربيجان وقوات من أصل أرميني أمس «الجمعة» قبل محادثات لوزيري خارجية الطرفين المتناحرين تستضيفها روسيا في محاولة لإنهاء أسوأ اشتباكات بمنطقة جنوب القوقاز منذ أكثر من 25 عاما. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها إن أرمينياوأذربيجان قبلتا عرض المحادثات بعدما دعا الكرملين وزيري خارجية البلدين إلى موسكو أمس الجمعة. ولاقى ما يزيد على 400 شخص حتفهم في القتال بمنطقة ناجورنو قرة باغ الجبلية وحولها. ووفقا للقانون الدولي تتبع هذه المنطقة أذربيجان لكن يقطنها ويحكمها سكان من أصل أرميني. وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن اشتباكات عنيفة مع قوات من أصل أرميني اندلعت ليل الخميس على طول خط التماس بين الجانبين في ناجورنو قرة باغ. ولم يتوفر حتى الآن مزيد من التفاصيل بشأن الاشتباكات. وتواصل القتال على الرغم من بدء حملة جهود منسقة للسلام من قبل الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا. ووافق وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف على المشاركة في محادثات مع القوى الثلاث الخميس في جنيف لكن لم تعلن أي تفاصيل بشأن هذا الاجتماع. ولم يحضر وزير الخارجية الأرميني زوهراب مناتساكانيان محادثات جنيف لكن من المتوقع أن يجتمع مع مسؤولين روس وفرنسيين وأمريكيين في موسكو يوم الاثنين. وأثار أحدث قتال في النزاع الممتد منذ عقود بشأن ناجورنو قرة باغ مخاوف من تورط تركيا الحليف الوثيق لأذربيجان، وروسيا التي لديها اتفاق دفاع مشترك مع أرمينيا في النزاع. دعوات لوقف إطلاق النار تجاهل الطرفان المتنازعان مرارا دعوات وقف الأعمال القتالية. وقال قصر الإليزيه أمس: إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يرى أنه من الممكن التوصل لهدنة «قريبا» في النزاع الدائر بمنطقة ناجورنو قرة باغ على الرغم من أن الوضع لا يزال مضطربا. وأضاف أن ماكرون أجرى مشاورات مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في ساعة متأخرة من مساء الخميس ومع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في وقت مبكر الجمعة، مشيرا إلى أن الجميع سيسعون إلى «استئناف المفاوضات في الأيام المقبلة». وقالت وزارة الدفاع في ناجورنو قرة باغ إن ستيباناكرت، التي يعتبرها ذوو الأصول الأرمينية في ناجورنو قرة باغ عاصمة لدولة مستقلة، تعرضت للقصف منذ صباح الجمعة. وفي مؤشر على التوتر في المنطقة حذر رئيس تحالف عسكري من ست دول تقوده روسيا ويشمل أرمينيا الخميس من أن التكتل قد يتدخل إذا تعرضت سيادة أرمينيا لتهديد. وقادت واشنطن وباريس وموسكو جهود الوساطة في ناجورنو قرة باغ على مدى ثلاثة عقود تقريبا وتشارك في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وانُتهك وقف إطلاق النار على نحو متكرر منذ نهاية الحرب التي اندلعت بين 1991 و1994 وأسفرت عن مقتل نحو 30 ألف شخص. وقالت أذربيجان الخميس إن 31 مدنيا قتلوا فيما أصيب 154 منذ 27 سبتمبر، ولم تفصح عن عدد الضحايا بين صفوف قواتها. وأعلنت ناجورنو قرة باغ أمس أن 376 من أفراد قواتها و22 مدنيا قتلوا منذ اندلاع القتال. والمطلب الرئيس لرئيس أذربيجان إلهام علييف للموافقة على وقف إطلاق النار هو أن تحدد أرمينيا إطارا زمنيا للانسحاب من ناجورنو قرة باغ وأراض حولها تابعة لأذربيجان. وتستبعد أرمينيا الانسحاب من منطقة تعتبرها موطنا تاريخيا يتبعها، كما تتهم تركيا بالتدخل عسكريا في النزاع وإرسال مرتزقة إلى المنطقة وهو ما تنفيه أنقرة.