لم يكن هذا الاسم مألوفاً في الأسرة السعودية ولا في جزيرة العرب عندما اختاره آخر حكام الدولة السعودية الثانية الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود لابنه الرابع (بعد فهد وفيصل وخالد) ليكون أول من تسمى به في هذه الأسرة. هل كان الإمام يتفاءل بالعزة والمنعة وهو يربطها بعبودية الخالق!؟ وهل كان يقرأ مستقبل الابن الجديد (عبدالعزيز) ليكون (العبدالعزيز) ولينطلق بعد عشر سنوات من نهاية حكم والده خلفه التأريخ وأمامه الجغرافيا وهمه التوحيد.. فاستلهم التأريخ ودانت له الجغرافيا وتحقق له التوحيد في زمن قياسي لا يقاس في عمر الشعوب وتأريخ الأمم ليؤسس (الوطن العزيز) ويصنع (الشعب العزيز) ويضع الأسس لدولة حديثة سار على إثره أبناؤه البررة في ذات النهج لتواكب العصر الحديث بكل متطلباته دون مساس بالقيم والثوابت لتحقيق المعادلة الصعبة في بناء الدول. قبل خمس سنوات صعد (سلمان بن عبدالعزيز) إلى الواجهة التي كان أحد صناعها بعد أن عاش نصف قرن أميراً للرياض العاصمة ثم وزيراً للدفاع وولياً للعهد ونائباً للملك ليكون أول حاكم يخرج من رحم الشعب إلى قمة السلطة. هذا التراكم من الخبرات جعله الأكثر قرباً للمجتمع ومعرفة بهمومه وللدولة ومتطلباتها فقفز بها في سنوات خمس لترتقي سلم المجد وأطوار التنمية ما لم تحققه دول سبقتها خبرة وعلماً وموقعاً على خارطة العالم. ولأن (سلمان بن عبدالعزيز) يتمتع برؤية ثاقبة وبعد نظر جاء اختياره للشاب (محمد بن سلمان) ليكون ولياً للعهد ونائباً له فكانت في محلها.. فانطلق بعزم الشباب المتوثب وطموحه العالي وقبل أن يتولى ولاية العهد أطلق (رؤية المملكة 2030) لتعبر عن مستقبلها وتطلعاتها ولتنبئ عن روح قيادية ترجمها في ولايته للعهد وتحمله المسؤولية فأحدث معنى جديداً في مفهوم الدولة فتمثل روح الشباب وحقق تطلعات الشعب فكان أمل الأمة وأيقونة الوطن. في السنوات الخمس الأخيرة واجهت المملكة تحديات كبرى على المستويين الداخلي والخارجي أهمها: داخلياً: سباق مع الزمن لتنفيذ مشروعات تنموية بميزانيات ضخمة واجهها انخفاض في أسعار البترول وجائحة كورونا أثرت على الحياة العامة وعمت بأثرها بقاع العالم، وحرب مستمرة على الفساد طمأنت المجتمع على توجه الدولة وجديتها في تصحيح المسار. خارجياً: حروب على الأرض وحروب في الفضاء عبر دكاكينه للنيل من هذا الكيان والتأثير على وحدته. هذه التحديات أثرت على اقتصاده لكنها لم تؤثر فيه لقدرته على مواجهة الأزمات عبر مراحل متعددة مرت به، فاستطاع تجاوز كل هذه التحديات والسير بخطى واثقة لتحقيق تطلعاته بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بشعب وفيّ يؤمن بدوره وتحمل مسؤوليته بالوقوف مع دولته كعادته في كل الظروف. فاحتفظ بموقعه رقماً مؤثراً في خارطة العالم السياسي والاقتصادي بل وأصبح أكثر تأثيراً بدخوله لاعباً مهماً في مجموعة العشرين متوجاً ذلك بقيادة المجموعة ورئاستها وإدارة شؤونها هذه الفترة ليظل وطناً الشموخ.. وقبلة للمسلمين.. وعاصمة للعرب.. وأيقونة للاقتصاد.. خاتمة في لغة الرياضيات الزاوية 90 هي زاوية قائمة.. وجاءت ذكرى يومنا الوطني 90 شامخة (قائمة) على ماض مجيد وحاضر زاهر وتتطلع لمستقبل مشرق.. والله من وراء القصد