تحتفي المملكة بالذكرى ال90 ليومها الوطني، وسط الإنجازات التي تمت في ظل مسيرة متتابعة من الإدارة والإرادة التنموية تحت ظل القيادة الحكيمة لهذه البلاد التي أقامت دولة عصرية، فأقيمت هذه الدولة بحكمة مستنيرة استلهمت قيم الماضي وتطلعات المستقبل. وبلاشك يشكل اليوم الوطني مناسبة مهمة نتذكر فيها نعم الله علينا، ونحن نرى هذا الوطن العظيم يتقدم إلى مزيد من التطور والنماء في مختلف الميادين العمرانية والاقتصادية والثقافية والحضارية، ويقدم تجربة فريدة، ليس فقط لما حققته من مستويات قياسية من التقدم، ولكن أيضاً لما استندت إليه من قيم حضارية غرست روح الانتماء للوطن في نفوس المواطنين جميعاً. ومؤخراً نعمت بلادنا بمنجزات تنموية متنوعة شملت المجالات العمرانية والاقتصادية والسياحية والتقنية على نحو يحافظ على أصالتها وعراقتها، ويكرس قيمها ويعتز بتراثها ويواكب تطورات العصر في ميادين العلم والمعرفة، لتجسد مسيرة النهضة السعودية الحديثة، التي ترتكز على دعم وتطوير رأس المال البشري باعتباره هدف وأساس التنمية مع إعلاء قيم العدالة والمواطنة والمساواة وتعزيز الشفافية والإصلاح الإداري ومكافحة الفساد. وفي هذا العهد الزاهر الذي تبنى رؤية المملكة الطموحة فاحتشدت حولها تطلعات الوطن وأبنائه لتحقيق مستهدفاتها واستغلال الفرص والمقدرات التي حددتها الرؤية ومواجهة التحديات التي رصدتها بشفافية لتحقيق حاضر ومستقبل أفضل بإذن الله. وعلى الصعيد التنموي تحققت خطوات واسعة ومتسارعة في جانب العمران والبناء والتنظيم إذ تسارعت الخطى في تطوير المدن والجزر من خلال تعزيز الاستفادة من المقومات والمزايا النسبية والتنافسية وفق ما تتمتع به من خصائص وإمكانات مكانية، ونجحت برامج الرؤية في تثبيت دعائم الاقتصاد من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية، حيث أثبت الاقتصاد السعودي متانة الأسس التي يعتمد عليها في وقت يعاني فيه كثير من دول العالم ركوداً واضحاً وأزمات اقتصادية كبيرة لاسيما بعد جائحة كورونا (كوفيد-19). وفي الختام اسأل الله العلي القدير أن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها وعزها في ظل القيادة الحكيمة .. إنه نعم المولى ونعم النصير.