نحتفل في هذا اليوم 23 سبتمبر من كل عام، باليوم الوطني، وهذا العام يوافق الذكرى ال90 لمولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- والتي استمرت اثنين وثلاثين عاماً بعد تمكنه من استرداد الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه، ونجح في تحقيق وحدة وطنية لم تشهدها الجزيرة العربية على مر التاريخ، ففي يوم الخميس الموافق 17 جمادى الأولى 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932 م أصدر مرسوماً ملكياً برقم 2716 يقضي بتحويل اسم البلاد من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى اسم (المملكة العربية السعودية). يعد هذا الحدث منجزاً تاريخياً لا يستهان به في سجل التاريخ، وبه بدأت مسيرة المنجزات الحضارية العديدة مثل: توطين البادية، وبناء مسيرة التعليم، وإرسال البعثات العلمية لخارج البلاد، وتأسيس الوزارات، وتوسعة الحرمين الشريفين، وخدمة الحجيج وتوفير طرق الوصول الآمنة لبيت الله الحرام، واستقدام الشركات للتنقيب عن البترول، وإنشاء شبكة مواصلات واتصالات بين المدن، وتوفير الخدمات الصحية، وإنشاء السفارات التي سعت إلى إقامة علاقات دولية جيدة، مما يؤكد سعي الملك عبد العزير -طيب الله ثراه- لنفيذ مسيرة تنموية حضارية للوطن في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية وتوفير الأمن والأمان في ربوع الوطن، ما جعل المملكة -بعد ذلك- مثالاً يضرب ويحتذى به في تطبيق الأمن على أرضها. ثم استمرت مسيرة البناء الحضاري على يد أبناء الملك عبدالعزيز– طيب الله ثراه- الذين تعاقبوا على حكم البلاد بعده في النمو والارتقاء وترسيخ آليات التعليم والصحة والاقتصاد والزراعة والرعاية الاجتماعية بتلاحم وطني عريض بين أبناء الوطن وقادته. وهي اليوم تسير بخطوات ثابتة ومتسارعة في آن واحد تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان برؤية جديدة (2030) والتي تهدف إلى وضع خطة ما بعد النفط لبلادنا تشمل برامج ترتقي بالوطن في خدماته المقدمة للشعب مثل برنامج جودة الحياة وتطوير القطاع المالي وبرنامج الإسكان، ومع هذه البرامج أيضاً أولت قيادتنا اهتماما بالغاً بالمرأة فعززت من دورها في المجتمع وتمكنّها من الوصول لمناصب قيادية، ومنحها حقوقًا غابت عنها في أزمنة سابقة. أما الشباب الثروة الحقيقية للوطن وعماده فقد استمرت حركة الابتعاث للخارج، والإصلاح في جميع المجالات الرياضية، وتعددت مبادرات القضاء على البطالة، بفتح المجال للاستثمار السياحي، وإنعاش السياحة الداخلية داخل الوطن. ومن أهم ملامح هذه الذكرى ال90 نجاح المملكة في احتواء الأزمة الصحية العالمية (كورونا) وتوفير كل سبل الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وهو ما عجزت عن تحقيقه دول غربية متقدمة. مما يؤكد بحق أن المملكة العربية السعودية وطن الخير والعطاء والأمن، وحق لنا أن نفخر بوطننا وبالتلاحم والوفاء الذي يضللنا قادة وشعباً، وصدق من قال: روحي وما ملكت يداي فداه. * أستاذ التاريخ القديم بجامعة الملك سعود