قال عدد من المستثمرين في القطاع الصحي: إن المملكة تمتلك المقومات الكافية لجعلها ضمن أهم الوجهات العلاجية في العالم، وأكدوا أن نجاح المنظومة الصحية بالمملكة في تعاملها مع جائحة كورونا نتيجة لتوفر البنية الطبية والأدوات التقنية والكوادر المؤهلة إضافة إلى البنية التحتية العامة للمملكة كشف عن مؤهلات وقدرات دفينة يمكن تسخيرها لتحويل المملكة إلى وجهة علاجية سياحية مفضلة، كما أشاروا إلى أن الدعم الذي توفره الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية في المملكة قادر على نقل المملكة من المرتبة 35 إلى مراتب متقدمة في مؤشر السياحة العلاجية. وأكد رئيس لجنة الخدمات الصحية بالغرفة التجارية في جدة ناصر الزاحم، ل"الرياض" أن المملكة تمتلك الإمكانات والمقومات التي تتيح لها بأن تكون وجهة مفضلة للسياحة العلاجية تنافس وتتفوق على كثير من الدول التي باتت مصنفة كوجهات سياحية علاجية وذلك في مجالات متعددة كالجراحات التجميلية وفي عمليات التكميم وعلاجات العظام والفقرات، مشيراً إلى أهمية دعم القطاع الخاص حتى يكون قادراً على تحقيق ذلك الطموح. وقال ناصر الزاحم: إن توفر الدعم للقطاع الخاص سواء من قبل وزارة الصحة أو وزارة السياحة سيتيح له تحقيق عدد من نقاط الجذب التي تضمن استقطاب السائح من أجل العلاج والتي يأتي في مقدمتها تمكينه من تقديم الخدمات الطبية بسعر منافس لتلك الخدمات في الدول التي تتميز بأنها وجهة للسياحة العلاجية، وفي ظل توفر الإمكانات لدى شريحة جيدة من مقدمي الخدمات الصحية في القطاع الخاص يتجاوز الدعم المطلوب الأمور المادية ليشمل تحفيز السائح القادم للعلاج عبر تسهيل إجراءات للتأشيرة السياحية للعلاج وإعطاء ميزة السماح بأداء العمرة والزيارة إضافة إلى تسهيل تمكينه من قضاء فترة مناسبة لزيارة المواقع السياحية في المملكة. وأشار ناصر الزاحم، إلى ضرورة مباشرة دراسات وأبحاث حول جدوى الاستفادة من المواقع الاستشفائية التي تعرف بالعيون الحارة والتي توجد في عدد من مناطق المملكة وذلك لعمل مشاريع تستقطب السياح من داخل وخارج المملكة على غرار ما هو حاصل في كثير من دول العالم التي يوجد بها تلك النوعية من المواقع. وبدوره قال نائب رئيس اللجنة الصحية في غرفة تجارة جدة، الدكتور أحمد سالمين بالغصون: إن النجاح الكبير الذي حققته المملكة خلال تعاملها مع جائحة كورونا كشف عن إمكانات كبيرة في المنظومة الصحية بالمملكة وذلك على السواء في القطاع الحكومي وفي القطاع الخاص الذي يشكل جزءاً كبيراً في تلك المنظومة يبلغ في مدينة جدة على سبيل المثال نسبة 60 %، وفي ظل توفر هذه البنية الطبية والأدوات التقنية والكوادر المؤهلة فتقدم المملكة في مؤشر السياحة العلاجية هو أمر ممكن ويسهل تحقيقه. وأشار الدكتور أحمد بالغصون، إلى أن الإمكانات التي تمتلكها المملكة تفوق بكثير إمكانات كثير من الدول مثل تايلاند والهند وبعض الدول العربية التي باتت تعرف بأنها وجهة للعلاج، وفي ظل الدعم الذي توفره الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية سيكون نقل المملكة من المرتبة 35 في مؤشر السياحة العلاجية إلى مراتب متقدمة أمراً يسيراً، وحالياً هناك عدد من المشاريع الواعدة في منطقة الرياض كما أن توفر مواقع استشفائية كالعيون الحارة المنتشرة في عدد من المواقع بالمملكة يدعم تنفيذ المزيد من المشاريع الجاذبة للسائح بغرض العلاج. واحتلت المملكة المركز ال35 عالمياً وال7 عربياً في مؤشر السياحة العلاجية الذي تصدره جمعية السياحة العلاجية العالمية ليكون أداة تقييم للعديد من المستشفيات والوجهات التي تعتمد على السياحة الصحية والطبية فيما جاءت دبي في المرتبة الأولى عربيًّا والسادسة عالميًّا وأبو ظبي الثانية عربيًّا والتاسعة عالميًّا وجاءت سلطنة عمان الثالث عربيًّا و13 عالميًّا ومصر الرابعة عربيًّا و26 عالميًّا وجاءت لبنان في المرتبة الحادية عشرة و43 عالميًّا.