تحظى المملكة بالعديد من المقومات والعوامل التي تجعلها من الدول الرائدة في مجال السياحة العلاجية، لاسيما في ظل التقدم الطبي والخدمات الصحية التي تميز القطاع الصحي والمستشفيات بالمملكة، وكذلك وجود العديد من الموارد الطبية والأجواء المناسبة في الكثير من مناطق المملكة، ولا شك أن كل منطقة من مناطق المملكة لها ميزات خاصة تنفرد بها عن غيرها، لذا بات ضروريًا الاستفادة من ذلك بأن تُبرز كل منطقة ماضيها وتراثها وتاريخها ومقوماتها الطبيعية، وأن يكون ذلك باب جذب للسائحين للتعرف على المواقع السياحية والتراثية والعلاجية بها. زيادة السيّاح وتعول المملكة على زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج الوطني، حيث أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحمد الخطيب استقطاب استثمارات تقدر ب115 مليار ريال وقت إطلاق التأشيرة السياحية، متوقعاً في العام 2030م استقبال 100 مليون زيارة سنوياً لتكون المملكة وفق رؤية 2030 ضمن أكثر خمس دول استقبالاً للسياح، إذ تعمل الآن على زيادة القدرة الاستيعابية لمطاراتها إلى 150 مليون راكب سنوياً، كما تعمل على تطوير وجهات سياحية جديدة مثل مدينة المستقبل «نيوم»، و»القدية الثقافية» قرب الرياض، إضافة إلى عدد من المشروعات السياحية والترفيهية في محيط البحر الأحمر، ويتوقع أن تشهد أعداد الغرف الفندقية زيادة قدرها 500 ألف غرفة إضافية. ومما يؤكد الاهتمام المباشر بقطاع السياحة والتنوع فيه ما شهدناه قبل أيام من لقاء أمير منطقة القصيم مع وفد من شركة استثمارية عالمية لمناقشة الخطط والاستراتيجيات لتحويل منطقة القصيم إلى منطقة جذب وتنافسية من خلال تنمية مواقعها الطبيعية والمنتجعات والبساتين والنزل الريفية، وكذلك تحويلها إلى مواقع استشفائية وتعزيز السياحة العلاجية بالمنطقة، وطرح كافة الفرص والمواقع القابلة لإنجاح مثل هذا المشروع الحيوي. استقطاب الخبرات وأوضحت عهود الشرقاوي - مختصة بقطاع السياحة - أنه يعد السفر من أجل العلاج والاستشفاء من أهم الأنماط السياحية للعوائد الاقتصادية التي يحققها الاقتصاد على صناعة قطاع السياحة وعلى الوجهات السياحية والقطاع الصحي خاصة، مضيفةً أن تكاتف القطاعين العام والخاص في تطوير سياحة الصحة والاستشفاء سيسهم بشكل كبير في تنمية ونهوض هذا النشاط الاستثماري المهم، ولا ننسى أن المملكة تتمتع في الوقت الحالي بنمو عال في قطاعها الصحي والطبي، أسوة بالدول المتقدمة في هذا المجال، الأمر الذي يتطلب الاستفادة من هذه الفرصة عبر تفعيل جانب سياحة الصحة والاستشفاء، وأهمية استقطاب الخبرات العالمية والإطلاع على التجارب للدول الأخرى لتطوير هذا القطاع، مبينةً أن نشاط سياحة الصحة والاستشفاء سيعمل على رفع نسبة التشغيل في المستشفيات الخاصة إلى 95 %، وقد تكون فكرة تحويل منطقة القصيم إلى منطقة سياحة علاجية فكرة سديدة لما تمتاز به القصيم من مواقع طبيعية ومنتجعات وبساتين، ومواصلة العمل بروح التكاتف لتحقيق تطلعات القيادة - أيدها الله -، مشيرةً إلى أن التركيز يجب أن يكون في البداية على المواطن السعودي الذي يذهب إلى الخارج بهدف العلاج، ثم بحث السبل في كيفية جذب ممن يرغبون في العلاج من الخارج إلى داخل المملكة، خاصةً مع توافر الطلب المحلي المرتفع وتمتع المملكة بالإمكانات الطبية العالية والمقومات الطبيعية التي تساعد على نجاح هذا النمط من السياحة، كما يجب أن يستهدف المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة ومنظمي الرحلات السياحية المرخصين من الهيئة في المنطقة الذين عن طريقهم يتم تصميم وتسويق برامج سياحية للصحة والاستشفاء والفنادق والمنتجعات التي تتوفر بها الخدمات الاستشفائية، كما يجب الاتجاه إلى المنابر الإعلامية عبر الحملات التسويقية والتوعوية، فضلاً عن المؤتمرات والندوات التعريفية بالسياحة العلاجية. تشجيع المستثمرين وأوضحت عهود الشرقاوي أن السياحة العلاجية يصنفها البعض إلى صنفين أولها: السياحة العلاجية الموجهة للمرضى، وتهدف إلى تقديم خدمات طبية في المنشآت المخصصة لها ببرنامج سياحي مصاحب لرحلة العلاج، وثانياً: السياحة الاستشفائية المعنية بالأصحاء بغية تحسين الصحة النفسية والجسدية لطالبيها مثل العلاج بالعيون الحارة الكبريتية، وشواطئ الرمال والمصحات العلاجية، مُشددةً على أهمية تشجيع المستثمرين وتوفير الدعم الحكومي التنظيمي والمالي والاستثماري لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في منتجعات الصحة والاستشفاء وتطويرها، وتطوير الخدمات المرافقة لها، سواء تلك المعتمدة على مقومات طبيعية كالينابيع الحارة في مناطق متعددة منها جازان، أو تلك المعتمدة على تقديم خدمات للصحة والاستشفاء كالمنتجعات الصحية والنزل الريفية مثل منطقة القصيم أو خدمات العلاج الرياضي في المنشآت القادمة. خدمات صحية لا بد من استثمارها لصالح السياحة العلاجية