المملكة تسير على نهج واضح منذ تأسيسها على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى عهدنا الحاضر في ظل قيادة سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -. وتعدُّ هي الحضن الدافئ للعرب والمسلمين، والقضايا العربية والإسلامية هي من أولوياتها، بل إن القرار السياسي السعودي دائماً ما يجعل القضايا العربية والإسلامية هي قضيته التي يتمسك بها حتى لو أنهكته وحتى لو قابل الجحود من إخوانه يظل متمسكاً بنهجه الذي لا يحيد عنه قيد أنملة. المملكة دولة مبادئ وقيم والمبدأ عندها لا يتجزأ ولا يضعف عند أي رغبة، تستمد قوتها من تراكم السنوات الماضية ومن القادة العظماء الذين توالوا على حكمها حتى أصبحت هي الدولة الأولى في العالم العربي والإسلامي تحمل هموم العرب والمسلمين وتحمل عنهم قضاياهم وتنافح عنهم بكل قوة كجبل راسخ في الأرض لا يتزحزح ولا ينقض. الشواهد عديدة عبر التاريخ وتحتاج إلى مجلدات حتى تحصي مواقف المملكة العربية السعودية تجاه إخوانها وأشقائها وجيرانها. أيديها دائماً مفتوحة بالعطاء ومد العون للجميع. وأجزم أن كل دولة عربية أو إسلامية تحمل ديناً للمملكة العربية السعودية في عنقها، ودائماً تعطي وتعطي ولا تحتاج أو تنتظر رد الدين، بل هي ترى أن هذا العمل واجب منوط بها. القضية الكبرى هي القضية الفلسطينية التي تعد هي قضية السعودية الأولى وعلى امتداد تاريخ المملكة موقفها ثابت، ودائماً تقف إلى جانب إخوانها الفلسطينيين حتى في مناهج التعليم جعلت من هذه القضية هماً يُدرَس لأولادها منذ نعومة أظفارهم، وأن يعرفوا أن هناك دولة محتلة للقدس العظيم واغتصبت حق إخوانهم الفلسطينيين وقاسمتهم أرضهم وهواءهم، واستخدمت كل وسائل العنف ضد هذا الشعب العربي الأعزل. نعترف أن هناك (بعض) العرب والمسلمين اعتاد على النباح الدائم ضد المملكة ويشكك في مواقفها، لكن هذا لا يخرج إما عن حاسد لعظمة هذه الدولة أو أنه خائن وينبح بمقابل ثمن بخس باع ضميره وخان أمانته. العقلاء وحدهم يعلمون حقيقة الأمور ويعرفون حق المعرفة بأن مواقف المملكة راسخة في عمق التاريخ ومشرفة ونقية كماء المطر ولا تحمل إلا الخير لإخوانها ولا تخيب رجاء من يلجأ إليها أو يستنجد بها. هي دولة الإنسانية العظمى ومملكة المبادئ والقيم النزيهة. مهما كانت حلكة الليالي حولها ستظل هي الضياء المبدد لعتمة الليالي وستظل تشق طريقها في ثبات واتزان وسوف تظل يدها ممدودة للجميع. وقدر العظماء أن يحملوا هموم غيرهم ويساعدوهم في حل مشكلاتهم وهذا قدر السعودية العظمى أن تكون ثابتة في مواقفها، وهي القلب الكبير للوطن العربي والإسلامي ورأيها مؤثر في القرار السياسي، وهذا الأمر بفضل الله أولاً ثم بفضل قادتها وطهر ونقاء سريرتهم والقرار السياسي والنهج الواضح الذي اتخذته منذ تأسيسه من دون مواربة أو تلون. من أهم الأمور في السياسة [الحكمة] وهذا النهج الذي تسير عليه المملكة وتحليها بالحكمة جعلها تسير بهدوء في سياساتها على الرغم من القلاقل التي زعزعت الشرق الأوسط بفضل عبث بعض السياسيين الذين كانت تنقصهم أشياء كثيرة ومن أهمها الحكمة والنظرة الثاقبة للمستقبل. أخيرًا، المملكة على مدى التاريخ هي شاهد حي على النقاء والوضوح والثبات في القضايا التي تخص الأمة العربية والإسلامية.