هل تعتبر نفسك جمهورياً أم ديموقراطياً أم مستقلًا؟ هذا السؤال طرحه مركز استطلاعات الرأي "غالوب" (Gallup) على المواطنين الأميركيين في نهاية شهر أغسطس (2020). وأظهرت النتائج أن 31 % من الأميركيين يرون أنفسهم ديموقراطيين، ونسبة 26 % يرون أنفسهم جمهوريين في حين فضّل 41 % أن يعتبروا أنفسهم مستقلين. وبالمقارنة مع نتائج إجابات ذات السؤال في استطلاع أُجري في نفس الشهر تقريباً قبل حوالي 16 عاماً (2004) ذكر 36 % أنهم يرون أنفسهم ديموقراطيين، ونسبة 31 % قالوا بأنهم جمهوريون. نعم قد لا تكون هذه النسب حاسمة ولكن المؤشر الأهم في هذا الاستطلاع كشفت عن تغير ذي دلالة مهمة حين قرّر 41 % من المواطنين الأميركيين (أغسطس 2020) أنهم يرون أنفسهم مستقلين مقارنة بنسبة 28 % في ذات التاريخ من عام 2004. صحيح أن نتائج الاستطلاعات عادة ما تتأثر بالمزاج العام والشحن الإعلامي والأولويات الوطنية في مرحلة إجراء الاستطلاعات ولكن مؤشرات الاستطلاعات مهمة لقراءة النوايا السياسية حتى وإن تغيرت. وبناء عليه نلاحظ (اليوم) أن معظم الاستطلاعات الوطنية الأميركية ترجّح تقدم الديموقراطيين أمام الجمهوريين في معظم الولايات. وحتى الذين يرون أنفسهم مستقلين قرر 48 % منهم أنهم ميالون للديموقراطيين مقابل 42 % رأوا أنهم ميالون للجمهوريين بحسب "غالوب". ويبدو الانقسام الأميركي هذا العام حاداً وواضحاً بين تيار "ترمب" والديموقراطيين ومناصريهم من النجوم والرموز وبالطبع كانت معهم وسائل الإعلام (الشرسة) المحسوبة على الديموقراطيين واليساريين. ولم يكن الخلاف على النهج والأداء الرئاسي فقط بل على التوجه العام للسياسية الأميركية في الداخل والخارج وبشكل خاص ما يراه خصوم "ترمب" من فشله في التعامل مع ملفات تعثر الاقتصاد وتبعات فيروس كورونا وكذلك مواجهة ملف العنصرية. ولعل هذا يفسر جزءاً من نتائج استطلاع (AP-NORC poll) الذي قرّر فيه 80 % من الأميركيين الذين شاركوا في الاستطلاع أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ. ويكشف استطلاع آخر (Pew Research Center) عن تشتت قسم مهم من الرأي العام الأميركي حيث توقّع رقم قريب من نصف الناخبين المسجلين (49 %) أنهم سيواجهون صعوبات في قرار الإدلاء بأصواتهم. وهكذا سيكون صراع الحمار (الديموقراطي) والفيل (الجمهوري) على أشده حتى نوفمبر القادم وكما هو معهود فمفاجآت الانتخابات الأميركية لا تنتهي. ولكن أكثر المؤشرات تقول إن "ترمب" سينجح فقط بحدوث معجزة، وأن الحمار سيتقدم الصفوف وسيحكم أميركا ويمارس فوضاه خارج حدودها. * قال ومضى: لست مجنوناً ولكني أفكّر بجنون حتى أفهم العالم من حولي..