أوضح البرفيسور عبدالله بن احمد الطاهر الاستاذ في قسم الجغرافيا بكلية الآداب في جامعة الملك سعود بالرياض بأن النشاط الترويحي يعد من أهم الأنشطة الاقتصادية الواعدة في محافظة الأحساء، لافتاً إلى تزايد أعداد العاملين في هذا الحقل في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنه أصبح للأماكن الترويحية كالاستراحات الزراعية وغيرها مردود اقتصادي جيد ساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية. وعزا د. عبدالله تصدر الأنشطة الترويحية البيئة في محافظة الأحساء للأنشطة الترويحية التي مارسها سكان المحافظة على مرّ تاريخها القديم والحديث، إلى كون محافظة الأحساء تتمتع بوجود بيئات مختلفة (البحرية، والصحراوية، والزراعية)، ما دفع سكانها إلى ممارسة جملة من الأنشطة المتنوعة كالسباحة في البحر وفي مياه العيون، والتنزه في الأراضي البرية والزراعية. وأضاف د. الطاهر في كتاب له صدر حديثاً تحت عنوان (الترويح بين الماضي والحاضر في محافظة الأحساء) بأن موقع الأحساء الجغرافي في الجزء الشرقي من شبة الجزيرة العربية سهل اتصالها مع الحضارات القديمة القائمة في شمالها وشرقها وغربها فتأثرت بها وأثرت فيها، كما ساعد وجود عيون الماء في الواحة منذ آلاف السنين لخلق الاستقرار الدائم ومعها تطور الأنشطة الترويحية التي مارسها السكان ومنها الصيد، وسباق الخيل والجمال، والرماية، والسباحة التي مارسوها قبل اكتشاف النفط، وعقب اكتشاف النفط ومع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية تطورت الأنشطة. واستعرض أهم المهرجانات السياحية والفعاليات الترويحية التي أثرت الحركة الاقتصادية، ومنها مهرجان سوق هجر الثقافي، ومهرجان التسوق والترفيه، ومهرجان التمور المصنعة، ومهرجان النخيل والتمور، ومهرجان ريف الأحساء السياحي. واستعرض د.الطاهر أبرز الأنشطة الترويحية التقليدية والحديثة، مبيناً بأن التقليدية شملت الأنشطة البيئية، والثقافية، والاجتماعية، وتلك المرتبطة بالشعائر الدينية، والرياضية، أما الحديثة فمنها الخلوية كالتطعيس والتخييم، والتنزه في المزارع والاستراحات والمنتزهات، والكشفية، والأنشطة الترفيهية في الأسواق. كما تناول في كتابه مقومات الأنشطة الترويحية البيئية، ومقومات الأنشطة الترويحية الحضارية ، والتقليدية، وخصائص سكان المحافظة وأبرز المواقع الأثرية والسياحية.