بعد أن أنهى الهلال جولته ال28 من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بنسخته الاستثنائية إلا ويعلن نفسه بطلاً تاريخياً واستثنائياً بجمعه بطولة دوري أبطال آسيا 2019 والدوري المحلي 2019 - 20، في أولولية سعودية هلالية لم يستطع أي نادٍ سعودي جمعها قبل نادي الهلال فقد حقق اللقب الآسيوي بنسخته الأقوى وبطولة دوري الأمير محمد بن سلمان الأقوى والأطول بتاريخ الكرة السعودية وفي ظروف جائحة كورونا على العالم أجمع ومع ذلك كله عاد بقوة وجندل خصومه وحسم اللقب قبل نهاية الدوري بجولتين رغم بعض الأخطاء التحكيمية التي تضرر منها بشكل كبير والتي تبقى جزءاً من اللعبة والتي لم تصاحب معها تصاريح غاضبة من الإدارة الهلالية أو الجهاز الفني واللاعبين، بل فضلوا العمل داخل الميدان وهذا من احترافية الإدارة ورقي فكرها بإدارة الأزمات بعدم جر اللاعبين خارج المستطيل الأخضر، وجعل التركيز نحو تحقيق اللقب الهدف الأوحد، وهذا ما تم إنجازه وتحقق ذلك كله بعد توفيق الله، ثم بفضل هذه الإدارة الشابة التي تعمل بصمت بقيادة الأستاذ فهد بن سعد بن نافل الذي ظن الكثير بأن الفشل سيكون مصاحباً له كونه أول موسم رياضي له، وعدم إلمامه بالعمل في المجال الرياضي ومع ذلك نجح نجاحاً كبيراً بقيادة النادي لتحقيق أصعب لقبين وهما دوري أبطال آسيا ودوري الأمير محمد بن سلمان. وليس ذلك فحسب بل نجح في جلب عقود استثمارية ضخمة تدر على النادي مبالغ طائلة تجعله باكتفاء ذاتي وهذا النجاح يجير للأب الروحي والعراب الحقيقي لنادي الهلال الأمير الوليد بن طلال الذي يقف خلف هذه الإدارة بكل ما أوتي من قوة لنجاح نادي الهلال وليس لنجاح مرشحه، فقد كان داعماً للنادي من عقود طويلة فهذا هو الديدن الذي أسسه شيخ الرياضين عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - وزرعه في قلوب الهلاليين الذي اعتبره هو صاحب كل فرحة للهلاليين، فقد أسس كيانا عظيما وهذا ما توالت عليه أجيال الهلال على مر 63 عاماً سطرت من خلالها الأجيال الهلالية اسمها بمداد من ذهب فلم نشاهد يوماً إدارة تنسب النجاح لنفسها أو لفريق عملها أو للاعبين تم جلبهم للنادي إطلاقاً. كل إدارة تأتي تنسب النجاح لمن سبقوها وتقول نحن إمتداد للإدارات السابقة، فبعد تحقيق البطولة ال60 لنادي الهلال الذي نافس نفسه بلغة الأرقام حقق كذلك لقب الدوري رقم 16 وهو رقم خاص بالهلال الذي جعل الفارق بينه وبين أقرب الأندية بعدد تحقيق بطولات الدوري الضعف فخلف الهلال يأتي ناديا الاتحاد والنصر بثمانية ألقاب دورية فليس للهلال منافس إلا الهلال، وما أن انتهت مباراة الهلال والحزم إذ يخرج لنا كمتابعين رياضيين مقطع فيديو لرئيس نادي الهلال بغرفة الملابس مع اللاعبين والجهاز الفني والإداري وبعد احتفالية بسيطة في أرض الملعب بعد تحقيق الهلال اللقب وهو يبارك للاعبين ويقول: "يجب علينا العمل لتحقيق لقب كأس الملك ودوري أبطال آسيا"، فهنا يكمن سر التفوق الهلال الفرح يكون وقتي والعمل لما هو قادم بشكل احترافي، فلم يخرج رئيس الهلال بتصريح يقلل من خصومه أو يسقط على أحد إنما يبارك لمحبي النادي ويتمنى التوفيق لمنافسيه فهذه هي الفروسية الحقيقية التي تجعل إدارات الهلال تغرد خارج السرب وحيدة بعيدة عن المشاكل الداخلية أو المصادمات مع المنافسين، "فكل إناء بما فيه ينضح". عبدالحكيم العضيب