أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أطول رئيس للوزراء بقاء في سدة الحكم بالبلاد، استقالته اليوم الجمعة لدواع صحية، منهيا اضطلاعه بمهام قيادة ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد أن سعى لإنعاش نموه وتعزيز دفاعاته. وقال آبي (65 عاما) في مؤتمر صحفي: "قررت أن أستقيل من رئاسة الوزراء لأنني أعتقد أنه ليس بوسعي الاستمرار في المنصب ما لم تكن لدي ثقة في قدرتي على أداء مهام الوظيفة التي أوكلها لي الشعب". وأضاف أنه قرر الاستقالة الآن لتجنب حدوث فراغ في السلطة في وقت تتأقلم فيه البلاد مع تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد. وقال: "أعتذر من أعماق قلبي لأنني، رغم كل الدعم من الشعب الياباني، سأترك المنصب قبل انتهاء فترة ولايتي بعام كامل". وتلك هي المرة الثانية التي يستقيل فيها آبي بسبب حالته الصحية، إذ أنه استقال من المنصب في 2007 بعد أن أمضى عاما واحدا فيه ولأسباب صحية أيضا. ويعاني آبي مرض التهاب القولون التقرحي منذ سنوات، وأثار تردده على المستشفى مرتين في غضون أسبوع واحد في الآونة الأخيرة تساؤلات حول ما إذا كان بإمكانه البقاء في المنصب حتى نهاية فترة ولايته زعيما للحزب الحاكم ورئيسا للوزراء في سبتمبر 2021. ومع انتشار نبأ الاستقالة، انخفض مؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية بنسبة 2.12 في المئة مسجلا 22717.02 نقطة، في حين انخفض مؤشر توبكس الأوسع بنسبة 1.00 في المئة إلى 1599.70 نقطة. وتسببت عمليات البيع في خفض بمقدار 47 مليار دولار بالقيمة السوقية للأسهم المدرجة في بورصة طوكيو والتي تبلغ 5.7 تريليون دولار والتي تضاعفت قيمتها خلال ولاية آبي. وتطلق استقالة آبي سباقا على القيادة داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي وسيتعين انتخاب من يفوز فيه رسميا في البرلمان. وسيقود الزعيم الجديد للحزب الحاكم البلاد رئيسا للوزراء لما تبقى من ولاية آبي. وذكرت وسائل إعلام أن وزير الدفاع السابق شيجيرو ايشيبا ووزير الخارجية السابق فوميو كيشيدا أبديا اهتماما بشغل المنصب. ومن بين الأسماء الأخرى المطروحة مستشار آبي المقرب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا. وكسر آبي يوم الاثنين رقما قياسيا لأطول فترة متتالية في منصب رئيس الوزراء والذي كان يحمله عمه الأكبر إيساكو ساتو قبل نصف قرن. وتأتي استقالة آبي في وقت تتسم فيه الأجواء الجيوسياسية بالغموض وسط تنامي المواجهة بين الولاياتالمتحدة والصين وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر .