أولت رؤية المملكة 2030 ريادة الأعمال وقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة أهمية كبرى ضمن خطط إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، من أجل تنمية أكثر استدامة وما يصاحب ذلك من تطور اجتماعي على الأصعدة كافة، مع الأخذ في الحسبان معادلة ديموغرافية يغلب عليها العنصر الشبابي الطموح والمواكب لمستجدات التكنولوجيا الحديثة. في أغلب الدول المتقدمة، تصل نسبة مشاركة المنشآت الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال في الاقتصاد إلى نحو 70 % من الناتج الإجمالي، فيما كانت النسبة لا تزيد على 20 % في المملكة وهي نسبة منخفضة في أكبر اقتصاد قائم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبالنظر كذلك إلى عضوية المملكة في مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات العالمية. ومنذ اللحظة الأولى لتدشين رؤية 2030 كانت ريادة الأعمال حاضرة بتحدياتها التمويلية والتي لا تتعدى نسبة 5 % وبالتأكيد على السعي إلى مساعدة تلك المنشآت في الحصول على التمويل وتشجيع المؤسسات المالية على زيادة النسبة إلى 20 % بحلول العام 2030م. بالاستناد إلى دورها الرئيس في دعم القطاع الصناعي بالمملكة ووفقاً للمبادرات الموكلة إليها في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب»، أطلقت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» استراتيجيتها لتمكين الصناعة والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي من خلال خلق بيئة استثمارية جاذبة في مدنها الصناعية، وعملت بالتكامل مع شركائها في القطاعين العام والخاص على توفير خدمات ومنتجات صناعية تساعد المستثمر على بدء مشروعه بأقل تكلفة وبإجراءات مختصرة مع توفير حلول مالية تساهم في تخطي عقبات التمويل حسب مستهدفات «الرؤية» ومن ذلك على سبيل المثال وليس الحصر تقدم «مدن» حاضنات أعمال داخل المصانع للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع تصنيع المواد المحلية في صورة منتجات وطنية، وزيادة التركيز على الصناعات التحويلية مع فتح مجالات التوظيف المختلفة أمام التخصصات الحديثة، بالإضافة إلى تطوير سلاسل الإمداد وسد الاحتياجات من بعض المنتجات والخدمات النادرة أو القليلة، وخلق تنافسية إيجابية في السوق تعود بالفائدة على المستهلك، وتحقيق التنافسية السعرية مع المنتجات والخدمات المستوردة بالتعويض عنها بنظيراتها المحلية. كذلك توفر «مدن» منتج المصانع الجاهزة بمساحات متنوعة بين 700م2 و1500م2 لتعزيز دور روّاد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي والطبي تماشياً مع رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز مساهمتهم بالناتج المحلي الإجمالي لأكثر من 35 %، وهو ما ظهر جلياً عبر دعم متطلبات السوق المحلية من المنتجات والسلع خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (COVID – 19). ارتباط «مدن» بريادة الأعمال ارتباط وثيق الصلة برؤية المملكة 2030، وهي لن تدخر جهداً في تعزيز وتفعيل الشراكات مع كافة الجهات في القطاعين العام والخاص لدعم روّاد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتحقيق المستهدف بالارتقاء بدورهم في الاقتصاد الوطني. مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي «مدن»* قصي العبدالكريم*