أقل من 3 أشهر تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي دون أدنى شك لها تأثيراتها سلباً أو إيجاباً على قضايا الشرق الأوسط، حيث تختلف سياسة الساكن الجديد للبيت الأبيض باختلافات خلفيته الحزبية سواء كان ديمقراطياً أو جمهورياً. وبنظرة عامة حول أداء الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال فترة ولايته الأولى - المرشح الجمهوري في الانتخابات المقبلة - نجد أنه تمكن من تحقيق إنجازات على الصعيد الداخلي لم تحقق منذ أكثر من 50 عاما وهذه طبيعة الحزب الجمهوري منذ تدشين النظام الجمهوري هناك. ولم تلق هذه الإنجازات أي صدى لدى وسائل إعلام أميركية محلية مدعومة من الحزب الديمقراطي المنافس، لعدم تمتعها بالحيادية الكافية لتغطية إنجازات الرئيس «ترمب»، كما أن المؤسسة (الدولة العميقة) لا تريد رئيساً مستقلا قوي الشخصية من خارج دائرة واشنطن، يعمل لصالح الشعب، ويناكف لوبات المصالح وسدنة المال في «وال ستريت» و»سيلكون فالي»، فأبناء المؤسسة العميقة ترى في انتخاب المرشح الديمقراطي «جو بايدن» ومن قبله بارك أوباما ورفاقهم مصلحة كبرى لهم دون النظر للمصالح العامة. ومن إحدى المؤامرات التي تُحاك ضد الرئيس ترمب قبل موعد الانتخابات هو ما فعلته شبكة CNN التي من المفترض أنها تصنف نفسها بأنها وسيلة إعلام محايدة، حيث نشرت تسريبا صوتيا لماري ترمب (ابنة أخ ترمب) تحدثت مع عمتها (شقيقة ترمب) هاتفيا وسجّلت المحادثة دون علم الأخيرة، ولما استدرجت ماري العمة لتقول كلاما سيئا عن ترمب، وسرّبت الشريط للشبكة الأميركية ولأخواتها ممن يعادون ترمب ويصطادون له الصغائر. ومع الأسف هذا السلوك المشين لماري ترمب، والذي رتّبه الديمقراطيون، لا يسيء لترمب، بل للولايات المتحدة الأميركية أيضا التي من المفترض أن تكون مثالاً يحتذى به للديمقراطية لدول العالم. وعلى الصعيد الخارجي، فقد تغافل الإعلام الموالي للحزب الديمقراطي، نجاحات ترمب في أنه وقف حائط صد منيع أمام أطماع إيران النووية من جانب وحجّم من نفوذها بل تعامل بكل جدية مع إرهاب طهران من خلال تصفية رأس الأفعى للحرس الثورى الإيراني قاسم سلماني. كما حرص ترمب على توطيد العلاقات العربية - الأميركية والخليجية بشكل خاص، لعلمه بمدى أهمية الدور الإيجابي الذى تلعبه المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة في إرساء الأمن والاستقرار ومواجهة الفكر المتطرف عندما عقدت القمة الأمريكية - الخليجية في عام 2017، وهو ما غضت الطرف عنه إدارة الرئيس الديمقراطي السابق بارك أوباما. غير أنني أراهن على وعي وإدراك الناخب الأميركي في أنه سيختار المرشح المناسب في انتخابات نوفمبر المقبل، المرشح الذي يفعل ولا يكتفي بالقول كالحزب الديمقراطي الذي يرفع شعار الديمقراطية من جانب ويضرب بها عرض الحائط من جانب آخر. وفي الختام لا ينتابني أي شك في أن الرئيس ترمب سيحقق فوزاً كاسحاً لسبب مهم للناخب الأميركي وهو أن ما يهمه هو رغد العيش ولا يهمه ما يحدث خارج الحدود وهذا ما أمنه ترمب بالفعل خلال فترة ولايته الأولى. * مركز الدراسات العربية الروسية