الإنتاج السينمائي يعتمد بشكل أساسي على أداء الممثل وقلم الكاتب وكاميرا المخرج، بالإضافة إلى الدعم المادي، فالممثل الموهوب لن يستطيع أن يدفع بفيلم تمت كتابته بشكل سيئ إلى النجاح وكذلك المخرج المميز لن يتمكن من جعل الفيلم يحقق الإيرادات - وإن كان السيناريو كتب بشكل جيد - بأداء ممثل متواضع. فعندما يجتمع الممثل المتمكن والسيناريو المحبوك بشكل محترف ومخرج مبدع وتوفر دعم مالي كافٍ، فحتماً تكون النتيجة فيلماً يحصد إيرادات عالية في شباك التذاكر محققاً نسب مشاهدة عالية ليعتبر ناجحاً على هذا النحو. لذلك فإن شباك التذاكر هو المقياس لنجاح أو فشل الفيلم السينمائي بعالم صناعة السينما؛ عندما يكون الإيراد أقل من ميزانية إنتاجه فذاك يعني فشلاً ذريعاً، وقد يكون سبباً يؤدي إلى إفلاس الشركة المنتجة في حال كونها تكبدت ميزانيات كبيرة لإنتاجه. إلا أن هناك بعض الاستثناءات لبعض الأفلام على الرغم من التمويل المادي الكبير الذي قدم لها بجانب الإخراج الرائع وأداء ممثلين محترفين ليس لأنها لم تحقق عائداً مجزياً في شباك التذاكر فقط، لكن حققت خسائر فادحة ومثال ذلك فيلم "Cleopatra" الذي كاد أن يعرض شركة الإنتاج للإفلاس ويخرجها من عالم صناعة الأفلام السينمائية مثقلة بالديون، بالإضافة إلى أنه أنهى حقبة الميزانيات الضخمة لإنتاج مثل هذه النوعية من الأفلام بعد ذلك. فالمال وحده لا يكفي ليجذب رواد السينما ولكن يبقى عامل مهم لتمكين المنتج من اختيار الممثل البارع والطواقم المساعدة له واختيار مخرج قادر على إدارة دفة الإخراج بشكل متقن يناسب طبيعة العمل المطلوب وإظهاره بأجمل صورة وصوت. وعلى النقيض من ذلك هناك أفلام أنتجت بميزانيات متواضعة لكن توفرت لها قصة جميلة وممثلون جيدون ومخرج ماهر، حيث تحقق إيرادات عالية مثل فيلم "Mad Max" الذي حقق إيرادات بمبلغ خمسين مليون دولار على الرغم من أن ميزانية إنتاجه بلغت "200" ألف دولار، وكذلك فيلم "Paranormal Activity" والذي بلغت إيراداته "193" مليون دولار مقارنة بميزانية إنتاج "15" ألف دولار فقط! وكذلك فيلم "Good Will Hunting" والذي تم إنتاجه بميزانية بعشرة ملايين دولار ليحقق إيرادات "226" مليون دولار وترشح لعدة جوائز وحقق جوائز أوسكار ومصنف من أفضل "88" عملاً سينمائياً على عكس فيلم "Gotti" الذي كانت ميزانيته مماثلة إلا أن إيراداته المحققة كانت ضعيفة جداً وصادمة بنفس الوقت حيث بلغت "6" ملايين دولار فقط على الرغم من أنه كان من بطولة جون ترافولتا.. ويعزى سبب فشله الذريع إلى المخرج السيئ بالإضافة إلى عوامل أخرى وضعته في قائمة الأفلام المرشحة لأسوأ فيلم. ويعتقد أن سبب فشل الأفلام الجيدة هو المبالغة في تكاليف إنتاجها الباهظة.! ما يجعل من الصعب على الإيراد المحقق من شباك التذاكر أن يعوض تكلفة الإنتاج خاصة أن "50 %" من إيرادات الأفلام تذهب مصاريف لدور العرض علاوة على مصروفات التسويق وتوزيع الفيلم. خاصة أن بعض الأفلام يكون سوء الإدارة في الإخراج أو تغيير المخرجين على نحو متواتر والتعديل على السيناريو بشكل متكرر، سبباً في تأخير عرض الفيلم، ما يضيف تكاليف جديدة على ميزانية الإنتاج في كل مرة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأفلام لم يحالفها الحظ لكون وقت عرضها تزامن مع أفلام أخرى، فطغت عليها وتأثرت إيراداتها لقلة الحضور والتي أدت إلى خسارتها في شباك التذاكر نتيجة وقت عرض غير مناسبة.