التميز من سمات هذا العصر الذي نعيشه والمميز مطلوب دائماً خصوصا إذا كان تميزه يضيف ومتعلقاً بحياة الناس. أتذكر سابقاً قصة لشاب كان يعاني من عدم القدرة على الاندماج ومجاراة الآخرين ومشاركتهم في أحاديثهم الاجتماعية، فكان يشكو من تهميشه أو شعوره بذلك عند قيامه بزيارة أو الجلوس مع الآخرين في مجالسهم أو حتى مع أصدقائه الذين من نفس عمره وسنه، كان يشعر دائماً أنه غير قادر على التحدث مع الآخرين والاهتمام بأحاديثه. تحدث عن أمره هذا إلى أحد المقربين له الذين توسم فيهم النصح والحكمة فأخبره هذا الرجل بأنه يستطيع التغلب على هذا الأمر وأن يكون أحد البارزين الفاعلين عند ذهابه إلى مجلس أحدهم سواء كان قريباً له أو أحد الأصدقاء أو أي مكان فيه اجتماع لعدد من الناس يتبادلون الحديث مع بعضهم، ماذا قال له هذا الناصح؟ أخبره هذا الرجل أن يتقن شيئاً يتناوله الناس في أحاديثهم، فكر هذا الشاب ووجد أن هناك موضوعات متعددة يستطيع أن يقرأ ويبحث ويسأل عنها لكي تكون عنده فكره كاملة ومعلومات كثيره وحديثة عن موضوعه المختار أو الذي حدده، بدأ هذا الشاب بكل همة ونشاط وأصبح لديه بعد فترة وجيزة معلومات متنوعة وحديثة لا يعلمها كثير من الناس، وبدأ يشارك بآرائه عند زيارته الأصدقاء والمعارف وبدؤوا يستمعون له وينصتون لكلامه بل وصل إلى أن يقدم النصيحة في كثير من الأمور التي تخص ذلك الموضوع أو الشأن الذي يهتم به كثير من الناس، فأصبح حضوره مرغوباً وتتجه إليه الأنظار عند قدومه وزيارتهم، كما أنهم كانوا يقومون بسؤاله عن كثير من المسائل والأمور التي يعتقدون أنه يملك الإجابة الصحيحة ويستطيع أن يوجههم ويخبرهم بالطريقة لمعالجة أمر ما أو حتى استشارته. يستطيع كل واحد منا أن يكون مثل صاحبنا هذا عندما يبدأ ويشمر عن يديه ويبدأ بالعمل في أي مجال يختاره ويتعمق فيه ليكتسب كثيراً من المعلومات والمهارات التي تجعله من الذين يشار إليهم بالبنان عندما يتحدث الآخرون في مجال معين يملك هو المهارة اللازمة للتحدث فيه بكل ثقة. اكتساب المهارات الاجتماعية أو العملية أو العلمية أو التجارية وغيرها من المهارات الكثيرة في الحياة هو المفتاح الأول من عدة مفاتيح إذا لم يكن هو الأهم من بينهم لكي تنطلق نحو التميز في عالم يفرض علينا هذا النوع من التميز في أي مهارة مرغوبة بين الناس والمجتمع.