بينما أنا عائد من إحدى زياراتي ليلاً في شارع (ولي عصر) استوقفني شخص في سيارته وسألني عن فندق قريب. التفت إلى داخل سيارته فرأيت فراشاً وأغطية، وتوسمت به خيراً وطيبة، فسألته: من أين أنت وماذا تعمل؟ فأجاب: أنا محام قادم إلى طهران من أصفهان..وكان أن دعوته ليبيت ليلته عندي. وهكذا، بدأ بطرح أسئلته علي وكأنه محقق، وبعد أن شعر بالاطمئنان، رافقني إلى منزلي القريب. وبعد أن دخل حتى بدأ بإلقاء نظرته الفاحصة على كل شيء، والسؤال عن هذا الشيء وذاك..ثم راح يتصل بذويه ويملي عليهم عنواني واسمي ويخبرهم بعملي وبأوصافي، ويتحدث عما وجد لدي..إلخ. المفاجأة كانت، أنه وبعد أن جلسنا وتناولنا العشاء وبعد إكرام ضيف وفق الأصول العربية العريقة، وبعد تعارفنا أكثر، مما يفترض تعمّق شعوره بالاطمئنان وشعوري كذلك، نهض وطلب الذهاب إلى النوم، فدعوته إلى غرفة إضافية في منزلي معدّة لاستقبال الضيوف..وهكذا، أدخل ضيفي حقيبته ودخل، وسألني: هل للغرفة مفتاح؟ فأجبته: نعم، وأحضرت له المفتاح من علاّقة المفاتيح الواقعة قرب الباب، وعندها سألني: هل هناك مفتاح آخر للباب؟ فقلت: لا. ثم استودعني وأقفل على نفسه الباب. هذه واحدة من حوادث كثيرة مماثلة، لعلني أسردها لكي نتعرف على شخصية الفرد الإيراني ومركباتها. وللراغبين في معرفة المزيد عن هذا الأمر، هناك كثير من الدراسات العلمية والاجتماعية والنفسية عن هذا الموضوع متاحة للباحثين.