تخيل بأن هناك شخصاً لا يفضل الخروج من المنزل لأيام وقد تصل لأشهر، يرفض مخالطة الآخرين ولا يقابل أحداً، يقضي معظم أوقاته في غرفته بين الألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز.. إلخ، برأيك هل هناك سبب وراء ذلك؟! بالطبع نعم، وهذا ما ينطبق على ظاهرة الهيكيكوموري وهي ظاهرة يابانية غريبة انتشرت بشكل كبير جداً وخاصة في المجتمع الياباني، وتعني العزلة لدى المراهقين والبالغين، وتصف بها الذين يتجنبون إقامة علاقات مع أشخاص آخرين وربما مع أسرهم، ويفضلون حصر أنفسهم في غرفهم أو في المنزل بشكل عام لمدة لا تقل عن ستة أشهر وربما أكثر من ذلك. هذه الظاهرة أعلن عنها من بداية التسعينات كسلوك شائع، وإلى الآن لا يوجد لها علاج. شعور الشخص بالعزلة لا يعتبر مرضاً، وكما أشار إليه الباحثون أنها حالة ذهنية تصيب الإنسان وتسيطر عليه بجميع تحركاته لدقائق وربما لأيام، لكن هناك أشخاص تسيطر عليهم بشكل عام فيصبح حبيس غرفته اليوميه ويقضي فيها أكله ونومه وواجباته ولا يفضل رؤية أي كائن أمامه لمحادثته، وربما الأشخاص الذين يصلون لمثل هذه المرحلة (الحالة) لأسباب خفية من بينها فقدان شخص عزيز عليه أو تعرضه لحادث مؤلم سبب له الكثير من الاضطرابات النفسية من الصغر وبدأت تظهر أثناء تقدمه في العمر أو ظروف عمل شاقة، وهناك الكثير من الأسباب، وهذه الأسباب تجعل الشخص يشعر بالحزن والقلق وانعدام الثقة بالنفس، وكل ذلك يؤدي إلى انفراد الشخص بنفسه ولا يخالط الآخرين فتصبح الوحدة ملجأه وملاذه الدائمين. هناك الكثير من الطرق التي تساعد الأشخاص في الابتعاد عن هذه الحالة أو على الأقل التقليل منها قدر الإمكان كالتواصل مع الأصدقاء والأسرة، والانضمام للأندية، وقراءة الكتب أو الانشغال بهواية محببة إليه. والأهم من ذلك يأتي دور الأسرة لمراقبة الشخص ومساعدته والوقوف بجانبه لتخطي هذه الحالة، كما قال الطبيب النفسي سايتو توماكي عندما عقد مؤتمراً صحفياً في اليابان تحدث حول ظاهرة الهيكيكوموري بأنه بلغ عدد المصابين مليون شخص وتتراوح أعمارهم بين 15 - 65 عاماً، ويحذر من أن العدد في ازدياد، فلنكن واعين ومدركين قدر الإمكان لنواجه تلك الحالة بالعلاج المناسب لها، حيث أصبحت الظاهرة عائقاً وتحدياً أمام السلطات اليابانية، وحسب ما أشارت إليه الدراسات والبحوث العام 2015 فإن شعوباً أخرى كالولايات المتحدة والصين وإسبانيا وغيرها تعاني منها، فلنكن دائماً حذرين وواعين لمواجهة تلك الحالة.