يعد العلاج بالتنويم المغناطيسي أحد علاجات الطب البديل، والتنويم المغناطيسي حالة شبيهة بالنوم تستخدم علميا في علاج المرضى، وهذه الحالة أي حالة التنويم المستخدم للتنويم، وهناك أدلة علمية تشير إلى فائدة التنويم المغناطيسي إذا تم على أيدي محترفين أكفاء، ما التنويم المغناطيسي؟ أظهر العلماء أن حالة التنويم المغناطيسي جزء طبيعي من السلوك الإنساني، وأن لها تأثيراً بين تجارب الإنسان النفسية والاجتماعية والبدنية، ولا يمت التنويم المغناطيسي للسحر بأي صلة كما يعتقد بعض الناس، كما لا يملك المنوم قوة خارقة، إذ تتوقف تأثيرات التنويم على طوعية الشخص المنوم ودوافعه، ويؤدي أي تغيير في صفة انتباه الشخص، أو درجة تركيز انتباهه إلى تغييرات في تجربته الباطنية والخارجية، تقارن حالة التنويم بحلم النائم أو سيره وهو نائم، لكن في الواقع لا يمت التنويم المغناطيسي بصلة إلى النوم، لأنه يتطلب تركيزاً ذهنياً أعمق وأنشط، ويستطيع الأشخاص المنومون التكلم والكتابة والسير، وهم عادة على وعي تام بما يقال وما يفعل. يستخدم المنوم وسائل لكي يوصي بالتنويم إلى شخص آخر، وتتغير درجة انتباه هذا الشخص بمجرد استجابته لهذه الوسائل، ما يؤدي إلى تغيرات أو ظواهر أخرى، مثلاً قد يمر الشخص بدرجات مختلفة من الإدراك والوعي والخيال والذاكرة والتفكير، أو يصبح أكثر استجابة للإيحاء، وربما أمكن تكوين ظواهر إضافية أو إزالتها كظواهر الإحساس، وتورد الوجه خجلاً، وإفراز العرق، والشلل وتوتر العضلات أو فقدان الإحساس بالألم، وقد دلل العلماء على أن بإمكان التنويم المغناطيسي إحداث تغييرات في وظائف الجسم. ليست تجارب التنويم فريدة في نوعها، إذ يمكن حدوث ظواهر التجارب كلها أو بعضها حتى دون استخدام وسائل التنويم. مثلاً نجد بين الأشخاص القابلين جداً للتنويم مزيداً من الاستجابة أيضاً للايحاء، حتى قبل تنويمهم. وبالطبع تزداد هذه الاستجابة خلال عملية التنويم. بين الماضي اعتقد الناس أن بإمكان التنويم المغناطيسي حمل الأشخاص على ارتكاب أفعال إجرامية أو أعمال أخرى ضد إرادتهم، ولكن لا نجد اليوم دليلاً على ذلك، إذ في مقدور هؤلاء الأشخاص مقاومة الإيحاء إليهم؛ ذلك لأنهم لا يفقدون السيطرة على أفعالهم أثناء تنويمهم، وبإمكانهم التمييز بين الحق والباطل. يمكن عزو كثير من سوء الفهم الشائع عن التنويم المغناطيسي إلى الطريقة التي يؤدى بها أمام الجمهور، إذ يتعرف عليه كثير من الناس لأول مرة لدى مشاهدتهم لشريط سينمائي أو لعرض سحري، وكثيراً ما يجعل هذا العرض التنويم المغناطيسي يبدو كأنه تجربة سهلة الأداء، ما قد يغري من لم يتلقوا تدريباً كافياً بتجريب عملية التنويم على أنفسهم أو غيرهم. التجربة التنويمية بعض الناس قابلون للتنويم في غضون بضع ثوان أو دقائق، بينما لا يسهل تنويم غيرهم، وهناك درجات متنوعة لغشية التنويم، فمثلاً يرتاح الشخص بين التنويم الخفيف، ويتبع التوجيهات البسيطة بسهولة، بينما قد يصاب بحالة خدر بها التنويم العميق. وحينما يستخدم التنويم المغناطيسي لمعالجة المشاكل الطبية والنفسية لا نجد عادة صلة بين درجة التنويم وفاعلية العلاج. التنويم الإيحائي هنالك وسائل عدة لتنويم شخص آخر، ربما كان أشهرها استخدام الأوامر المباشرة التي تنطوي على توجيه إيحاءات بسيطة تكرر باستمرار بنبرة الصوت نفسها، يطلب المنوم من الشخص الآخر تركيز انتباهه على شيء أو نقطة ثابتة، كبقعة، ثم يطلب منه أن يسترخي وأن يتنفس عميقاً ويدع جفنيه يثقلان ثم يغمضان. ويستخدم كثير من المتخصصين وسائل لفظية وغير لفظية تدعى بالإيحاءات أو الاستقراءات غير المباشرة، وتهمل هذه الوسائل عادة تركيز الانتباه على شيء ما يستمع الشخص إلى لغز عقلي أو قصة يرويها المنوم، دون أن يطلب من المريض الاسترخاء أو إغلاق عينيه، وإنما يوحي إليه بذلك بصورة غير مباشرة وهو يروي قصته، أو يعرض لغزه، لكن لا تتغير خطوات المعالجة بالتنويم. ظواهر التنويم تختلف طبيعة تجربة التنويم من شخص إلى آخر، فقد يشعر الشخص المنوم بتغييرات في درجة وعيه وإبداع خياله أو تفكيره، أو يقظته. سريان الدم، وضغط الدم، ومقدار الإحساس بالبرودة والحرارة. يركز بعض المحترفين على ظاهرة تنويمية معينة في سياق علاج مرضاهم، مثل تمكين بعض الأشخاص المنومين من تذكر تجارب منسية، إذ غالباً ما يلجأ الناس بعد معاناة تجربة مريعة أو مؤلمة إلى كبت ذكرى تلك التجربة، وذلك بطردها من أفكارهم الواعية، وفي بعض الأحيان تؤثر الذكريات المكبوتة في سلوكهم العادي. وقد تنجم عنها أشكال من العلل العقلية، مثلاً خلال الحرب العالمية الثانية أصيب الجنود أحياناً بفقدان الذاكرة بفعل بعض تجاربهم، وقد تمكن الأطباء باستخدام التنويم المغناطيسي من مساعدة مرضاهم على استرجاع ذكريات تجاربهم وتخفيف حدة التوترات العاطفية التي تراكمت على مر الزمن. وتمكن المرضى من استرجاع صحتهم. هناك ظاهرة تنويمية أخرى تنطوي على النكوص في العمر، أي الرجوع بالمنوم إلى سن مبكرة، وفيها يوحي الطبيب أو المعالج إلى المريض بأنه في سن معينة، عندها قد يتذكر المريض أو يعيش ثانية أحداثاً وقعت له بين تلك السن. مثلاً إن أوحى المعالج إلى المريض بأنه الآن بين سن السابعة من العمر، فقد يبدو المريض كأنه يتكلم ويتصرف ويفكر كما لو كان في السابعة من عمره، وبهذه الوسيلة قد يتسنى للمرضى تذكر حوادث ومشاعر ربما كان لها بعض الصلة بحالتهم الراهنة، كما يتسنى للمريض إعطاء تفسير جديد لوضعه بفعل اكتسابه معلومات إضافية، وبعد نظر، وازدياد قدرته على مجابهة المشكلات. يعتقد المرضى أحياناً لدى تلقيهم أمراً من المنوم بأنهم يعيشون بين حقبة ماضية أو مقبلة، وقد يشعرون بأنهم عادوا إلى القرون الوسطى أو ذهبوا إلى القرون المقبلة. وربما فسر غير المدربين من المنومين مثل هذه التغيرات، بأنها دليل على تناسخ الأرواح عبر الزمن. لكن معظم المهنيين المتخصصين يعدون هذه التخيلات مجرد أضغاث أحلام لا صلة لها بالواقع ماضياً أو مستقبلاً. من علاجات الطب البديل