تحولت منطقة أثرية جرى التنقيب فيها قبل أعوام عدة في بلدة دارين التابعة إلى جزيرة تاروت بمحافظة القطيف إلى منطقة مهملة نمت فيها الأشجار والحشائش وكثرت الأوساخ، والمنطقة التي تم استخراج مقتنيات أثرية منها تقع في وسط دارين. ودعا محبو السياحة والتراث والمناطق الأثرية في دارين إلى إنقاذ المناطق التراثية والأثرية التي تعد من المعالم المهمة للمنطقة، مؤكدين ل"الرياض" على أن الإهمال يسهم في اندثار تلك المواقع، محذرين من انهيار مطار دارين بسبب عدم الصيانة والشقوق الظاهرة على غرفته التي تحدت الزمن لتبقى شاهداً تاريخياً يثبت أن المملكة كانت من أولى الدول في المنطقة امتلاكاً للمطارات. وذكروا أن دارين تحمل الكثير من المناطق الأثرية والتراثية التي يمكن أن تنشط الجانب السياحي في المنطقة الشرقية، خاصةً أن كامل المنطقة غنية بالمناطق الموغلة في القدم مثل قلعة تاروت التاريخية التي تعود إلى نحو 500 قبل الميلاد. وقال فتحي البنعلي - صاحب متحف في دارين -: إن دارين بها الكثير من المناطق الأثرية والتراثية، منها قصر الفيحاني الذي نشدد على أهمية إعادة بنائه، إذ إنه من المعالم المهمة في تراث دارين، وكذلك إعادة بناء مطار دارين الذي يعد أول مطار في المملكة والخليج، مشيراً إلى أن الغرفة الخاصة بالمطار والموجودة حالياً تحتاج إلى ترميم بشكل عاجل حيث توشك على الانهيار، وتابع: "يختفي ما تبقى من هذا المطار، ونقترح أن يوضع مجسم لطائرة قديمة، وأن يتم تنظيف الموقع للسياح". وأبان أن هناك مناطق أثرية بدارين اكتشفت قبل أعوام عدة واكتفي بتسويرها بعد إخراج مقتنيات مهمة منها من قبل المختصين، وكان من بينها أرض تم اكتشافها، مضيفاً: "من المهم تنظيف وترميم بعض المعالم التراثية في الأرض المكتشفة في دارين قبل خمس سنوات وعرض جميع القطع الأثرية التي تم إخراجها والحفاظ على ما تبقى من منازل قديمة في دارين بالقرب من قصر الفيحاني أو بالجهة الشرقية بقرب بندر البنعلي، وبالقرب من مجلس النوخذة راشد بن فاضل البنعلي - أكبر نوخذة في الخليج - حيث أصدر كتاب مجاري الهداية وهو دليل البحار بالخليج وإفريقيا". وأشار إلى أنه أنشأ متحفاً بهدف المحافظة على تراث المنطقة ولفت انتباه الأجيال الجديدة التي تزوره، وأنه يفتح المتحف للجميع وفق الضوابط الخاصة بالإجراءات الاحترازية.