يتم إجراء عمليات زرع الأعضاء للمرضى عندما تعجز تلك الأعضاء بشكلٍ نهائي عن تنفيذ وظائفها الحيوية، إلى جانب حالات الخلل الوراثي للأعضاء في حال لم تتمكن الأدوية من إيقاف معاناة المرضى. وتعطي هذه العمليات للمرضى طوقاً للنجاة وفرصةً للعودة لحياتهم الطبيعية. وعادةً ما يلجأ الأطباء لهذا النوع من العمليات كإجراءٍ أخير عند استنفاد كافة الحلول الأخرى. وتتطلب عملية زرع الأعضاء قيام شخصٍ معافى (المُتبرع) بالتبرع بأحد أعضائه ليتم زرعه في جسد المريض (المُتلقي) ليكون بديلاً للعضو الذي توقف عن أداء وظائفه. وتشمل عمليات زرع الأعضاء الكلى والكبد والقلب والرئة والقرنية والبنكرياس والرُغامى والنُسًج وغيرها. وعادةً ما يتم التبرع بالأعضاء من أجساد أشخاص متوفين بناءً على رغبتهم، إلا أنِّ السنوات الأخيرة شهدت تزايُد وتيرة التبرع بالأعضاء من أشخاص على قيد الحياة عندما يكون ذلك ممكناً ولا يشكل خطراً على صحتهم. وضمن عملية تبرع الأحياء بأعضائهم، هناك ما يسمى بفئة التبرع غير المباشر، وهو تعبير يتم استخدامه لتصنيف المتبرعين بالأعضاء الذين لا يختارون المتلقي، ولكن تم اختيارهم لتلبية المتطلبات الطبية المحددة لمريض معين، وقد يختار المريض والمتبرع الاجتماع بعد العملية، أو قد يرفضان ذلك، وفي حال اختارا رؤية بعضهما البعض، فيجب على مركز زراعة الأعضاء المعني أن يسمح بالمقابلة أولاً قبل أن تتم. وتُعتبر زراعة الأعضاء عمليةً في غاية الدقة والتعقيد، فليس من السهل العثور على متبرع تتوافق طبيعة أعضائه مع جسد المُتلقي؛ لذلك يجب أن يتحلى المرضى بالصبر والعزيمة والإصرار. وبعد العثور على المتبرع المناسب، يخضع كلٌ من المتبرع والمتلقي لسلسلةٍ من الإجراءات المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية. وبعد العملية، يصف الأطباء الأدوية التي يجب على المريض تناولها لفترةٍ من الوقت بهدف تعزيز التوافق بين جسمه والعضو الذي تمَّت زراعته، والمساعدة في منع الجسم من رفض العضو الذي تمَّتْ زراعته. ويجب على المرضى مُراجعة الأطباء بصورةٍ مستمرة لتقييم حالتهم الصحية. وتتراوح فترة تعافي المرضى بعد هذا النوع من العمليات بين شهرين وثلاثة أشهر، وغالباً ما تشهد حالتهم الصحية تحسناً ملحوظاً من جميع النواحي الجسدية والنفسية ويصبحون أكثر قُدرةً على ممارسة حياتهم الطبيعية. ويشكل زرع الأعضاء طوق النجاة الذي يُنقذ حياة الكثيرين، ويَعكسُ التبرع بالأعضاء أسمى وأنبل القيم الإنسانية والأخلاقية. ويساهم المتبرعون بالأعضاء في انقاذ حياة الآخرين ومنحهم الأمل بالعودة لممارسة حياتهم الطبيعية، فضلاً عن تلبية الحاجة المتنامية لزراعة الأعضاء، من خلال تضحياتهم وتوفير الأمل لمزيد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. ويعتبر شهر يوليو من عام 2016 تاريخاً مفصلياً في مسيرة «مجموعة مستشفيات السعودي الألماني»، حيث نجح طاقم الأخصائيين في مستشفى السعودي الألماني بجدة بإجراء أول عملية زرع أعضاء من متبرع على قيد الحياة، فكانت المستشفى، أول مستشفى خاص معتمد يسمح له بإجراء عمليات زراعة الأعضاء في المملكة العربية السعودية. وفي ديسمبر 2017، تمكَّن قسم طب الكلى وزرع الأعضاء بالمستشفى السعودي الألماني بجدة من إجراء أول عملية زرع كلى، في حين يعدّ «السعودي الألماني» في المنطقة الغربية من المملكة وجهة الرعاية الصحية الوحيدة في القطاع الخاص التي تُجري عمليات زراعة الكبد. وشكلت تلك العمليات خطواتٍ سباقة في تاريخ المملكة التي تطبق قوانين صارمة بشأن عمليات زراعة الأعضاء، حيث يجب على جميع المراكز الصحية التي تقوم بهذا الإجراء الطبي استيفاء المتطلبات والضوابط التي يشترطها «المركز السعودي لزراعة الأعضاء»، الذي يُعتبر الجهة المرجعية في زراعة الأعضاء محلياً وإقليمياً. وتمكَّنت مجموعة مستشفيات السعودي الألماني، بفضل تميُّزها في ميدان زرع الأعضاء، من الحصول على الاعتماد المؤسسي الذي يُصدره المركز السعودي لزراعة الأعضاء. وتُعتبر المجموعة اليوم رائدةً في مختلف التخصصات الطبية لا سيما زراعة الكبد والكلى.