أكد وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، السبت، أن فريقاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، سيصل إلى بيروت نهاية هذا الأسبوع، للمشاركة في التحقيقات الخاصة بانفجار مرفأ بيروت. ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية السبت عن هيل قوله خلال زيارة موقع مرفأ بيروت لتفقد الأضرار الناجمة عن الانفجار، ترافقه سفيرة الولاياتالمتحدة لدي بيروت، دوروثي شيا، إن مشاركة فريق "أف.بي.آي" ينبع من الحرص على توفير أجوبة شفافة للبنانيين. وشدد المسؤول الأميركي على "ضرورة سيطرة الدولة على الحدود والمرافق الرسمية كمرفأ بيروت لضمان سيادة البلد"، مشيرا إلى أنه اختار زيارة المرفأ ليرى الاضرار بالعين المجردة. ووصل هيل إلى بيروت الخميس، للاطلاع عن الأضرار الناجمة عن انفجار الرابع من أغسطس. يشار إلى أن الانفجار الذي وقع بمرفأ بيروت أسفر عن قرابة 180 قتيلا وإصابة نحو ستة الاف آخرين، وخلف دمارا هائلا في المرفأ والمباني المحيطة به، كما أدى إلى تشريد نحو 300 ألفا من سكان العاصمة البنانية. وقال هيل للصحافيين بعد تفقده أضرار المرفأ: "نحن بحاجة للتأكد من أن هناك تحقيقاً شاملاً وشفافاً وموثوقاً، وأعلم أن هذا ما يطالب به الجميع". وأوضح أن فريق المحققين من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "سيصلون في نهاية هذا الأسبوع وسيقومون بدورهم بدعوة من اللبنانيين"، لافتاً الى انهم سيساعدون في تحديد "ما الذي ادى الى هذا الانفجار". ويشارك محققون أجانب بينهم فرنسيون في التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية، بعد رفضها اجراء تحقيق دولي. وطالب خبراء أمميّون في مجال حقوق الإنسان الخميس بإجراء تحقيق مستقلّ وسريع في الانفجار، معربين عن قلقهم من ثقافة "الإفلات من العقاب" السائدة في لبنان. وتسلّم القاضي فادي صوان، قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة، مهامه الجمعة كمحقق عدلي في القضية. ويُتوقع أن يعطي تعيينه على رأس المجلس العدلي دفعاً للتحقيقات، التي لم يتم الكشف عن أي من نتائجها بعد. وتنظر التحقيقات بشكل رئيسي في سبب تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ ست سنوات من دون اجراءات حماية، وسبب وقوع الانفجار. وشدد هيل على أنه "لا يمكننا ان نعود إطلاقا الى عهد يمر فيه أي شيء في ميناء لبنان او حدوده". وقال للصحافيين بعد جولته "كل دولة وكل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها وحدودها بشكل كامل". واضاف "أتصور أن كل اللبنانيين يرغبون في العودة إلى تلك الحقبة وليس لديهم أي شيء يسير في جو لم نشهده في السنوات الأخيرة". وتتهم جهات داخلية وخارجية حزب الله المدعوم من طهران بأنه يتمتع بنفوذ كبير داخل المرافق الحدودية وبينها المرفأ والمطار، إلى جانب تحكمه بمعابر غير شرعية مع سورية المجاورة، يدخل عبرها الأسلحة.