في السنوات الأخيرة تطورت إدارات العلاقات العامة والإعلام لتصبح ذات مفهوم أشمل وتتحول إلى إدارات تواصل أو اتصال، لها مفاهيم غير تقليدية، لتحقيق أهداف مهمة تنعكس بشكل إيجابي على أداء الموظفين، ومن أهم ما تطمح إليه جميع الجهات هو «صناعة الولاء» لدى الموظف لمضاعفة إنتاجيته ورفع مستوى الإبداع في مجاله أياً كان، وهذا بلا شك يدفع الجهات إلى تبني العديد من المبادرات والمشاريع للتواصل الداخلي لتحقيق هذا الهدف. وحينما نتحدث عن برامج التواصل الداخلي وتحقيقها لأهدافها نرى أن الجهات الحكومية والخاصة اليوم متطورة في ذلك، ولديها نماذج جميلة وتبتكر مشاريع إبداعية وتتنافس فيما بينها لرفع حالة الرضا لدى الموظفين، ولذلك الاهتمام بالتفاصيل أضحت سمة هذه المشاريع من خلال صناعة طيف من الإبداع البصري والسمعي الممزوج بالمشاركة والتعاون بين الفريق وهو ما يفرض روحاً إيجابية عالية تنعكس على بيئة العمل وتعزز من ولاء الموظف لمؤسسته. ولعل الأهم هو مدى امتداد تأثير برامج التواصل الداخلي في المؤسسات إلى محيط الموظف ومجتمعه الصغير الذي يدفع الموظف نحو مزيد من الولاء للمؤسسة من خلال تعزيز روحه المعنوية، وبالتالي إحساس عائلة الموظف باهتمام المؤسسة، والشعور بوجودهم، ومشاركتهم يبني جسراً قوياً ويرمم العلاقة بين العمل والعائلة، ويخلق مفهوما جديدا له، فيما يعزز معنويات الموظف، ولعل هناك تجربة جميلة تنفذها وتهتم بها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من خلال الإدارة العامة للتواصل عبر برامج ومشاريع التواصل الداخلي تحمل شعار «نتواصل لنبدع» التي تحاول من خلالها إسعاد الموظفين وامتداد الأثر إلى عائلاتهم لتحقيق رسالة الهيئة في حماية وتعزيز الصحة بقيادة ممارسين صحيين أكفاء. هذا النموذج الاتصالي اليوم يدفعنا إلى القول إننا حينما نريد صناعة الولاء لدى الموظفين لا ينبغي أن يكون الأثر محدودا وفي إطار المؤسسة بل عليه أن يمتد ليصل إلى محيطه الخارجي فهو أكثر تأثيراً وقوة في سعادة الموظف وطمأنينته لأنه يتلقى الأثر من هذا المحيط ويترجمه إلى مشاعر وأحاسيس إيجابية، وبالتالي تنعكس وتؤثر في أدائه بدافع ما يتلقاه، فواحد من أهداف التواصل الداخلي هو أن يكون الموظف سعيدا بسعادة أيضاً محيطه. ولا شك هناك نماذج كثيرة من مؤسساتنا الحكومية أو الخاصة تتفاعل داخلياً بشكل إيجابي مع احتياجات موظفيها وتقرب المسافة بين الجميع، وتعزز مفاهيم العمل المؤسسي الصحيح المبني على خطط واستراتيجيات ذات أهداف واضحة ولها مسار محدد يحقق عوائد ترفع أداء الجهات.