قال عدد من تجار الذهب: إن الارتفاعات القياسية المفاجئة في أسعار الذهب تسببت في إرباك للأسواق المحلية وألقت بظلالها سلبا على حركة البيع والشراء حيث تأثر سلوك المستهلك إلى عزوف عن الشراء وميل أكبر للبيع، واعتبروا أن جميع من اشترى قبيل عطلة عيد الأضحى يعد رابحا في السوق الذي مازال متوقعا ارتفاع الأسعار فيه في ظل توقع استمرار ارتفاع أسعار المعدن النفيس عالميا كونه الملاذ الآمن في ظل تأثر النمو العالمي والعملات بتبعات جائحة كورونا واستمرار تأثير الجائحة وعدم القدرة على السيطرة الكاملة عليها حتى الآن. وقال عضو لجنة عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية، محمد جميل عزوز، ل"الرياض" إن الارتفاعات القياسية المفاجئة التي طرأت على أسعار الذهب تسببت في ركود وضعف في حركة البيع في الأسواق المحلية خصوصا أن الزيادة فاقت 15 ريال في الجرام الواحد من المعدن غير المشغول دون إضافة قيمة المصنعية والضريبة، وأصبح هناك تغيير في سلوك المشتري ليميل إلى البيع بدلا من الشراء إضافة إلى تحفظ المستثمرين مشيرا إلى أن سعر الشراء من المحال حاليا صباح يوم الأربعاء 5 أغسطس 2020 يصل إلى 246 ريالا للجرام بالنسبة لغير المشغول في حين يقل سعر شراء المحال من المستهلك عن ذلك بحدود 7 ريالات تقريبا. وأشار محمد جميل عزوز، إلى أن سعداء الحظ الذين اشتروا قبل الزيادة الكبيرة هم رابحون، في حين سيكون الشراء عبئا كبيرا على راغبي الشراء حاليا من العرسان الجدد خصوصا أن جميع المؤشرات تدفع إلى توقع استمرار زيادة الأسعار في ظل استمرار المحفزات بدءا باستمرار التراجع الاقتصادي الناجم عن استمرار تأثيرات وتبعات جائحة كورونا وتراجع الدولار. بدوره قال محمد صالح، بائع في محل للذهب والمجوهرات، إن حركة البيع في السوق حاليا ضعيفة قياسا بنفس الفترة من الأعوام السابقة بسبب تأثير الارتفاع الكبير في أسعار الذهب وإضافة الضريبة مع أن هذه الفترة تصنف ضمن مواسم بيع المشغولات الذهبية نظرا لأنها فترة تكثر فيها الأعراس وهي فترة عيد تشهد إقبالا في العادة على شراء المشغولات الذهبية كهدايا أيضا. وتناقلت وكالات أخبار ارتفاع أسعار الذهب يوم الثلاثاء 4 أغسطس 2020 لتتخطى حاجز الألفي دولار للمرة الأولى في التاريخ، إذ تعزز الإقبال على المعدن الذي يعتبر ملاذا آمنا بفعل مناخ من أسعار الفائدة الشديدة التدني وآمال في مزيد من التحفيز بالولاياتالمتحدة لحماية الاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا، حيث قفز الذهب في المعاملات الفورية 1،6 بالمئة إلى 2009،13 دولارات للأوقية (الأونصة)، وبحلول الساعة 1842 بتوقيت جرينتش، كان مرتفعا 1،4 بالمئة إلى 2004،35 دولارات للأوقية. وجرت تسوية عقود الذهب الأمريكية الآجلة بزيادة 1،7 بالمئة إلى 2021 دولارا، وذلك بعد أن بلغت هي الأخرى قمة غير مسبوقة عند 2027،30 دولار. وقال إدوارد مويا محلل الأسواق الكبير لدى أواندا للسمسرة إن الأسعار قد تصعد صوب مستوى 2300 دولار بحلول نهاية العام. ونقلت وكالة رويترز بأن الذهب الذي يعتبر ملاذا آمنا ارتفع إلى أعلى مستوى على الإطلاق يوم أمس الأربعاء، ليواصل ارتفاعه القياسي فوق مستوى 2000 دولار بفعل ضعف الدولار ومراهنات على المزيد من إجراءات التحفيز لإنعاش الاقتصاد الذي تعصف به جائحة فيروس كورونا. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0،2 بالمئة إلى 2022،19 دولارا للأوقية (الأونصة) بعد أن بلغ مستوى قياسيا عند 2030،72 دولارا في مستهل التعاملات الآسيوية. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولاياتالمتحدة 0،9 بالمئة إلى 2039،40 دولارا. وقال كايل رودا المحلل لدى آي. جي ماركتس "انخفاض الدولار والعوائد الاسمية، إذ لا تزال التكهنات ذائعة بشأن النمو العالمي والحزمة المالية في الولاياتالمتحدة، هو ما يقود أسعار الذهب بشكل أساسي للارتفاع".