حذر المجلس العلمي الفرنسي المكلف بمتابعة وباء كوفيد- 19 الثلاثاء من أن مسار فرنسا يمكن أن "يتغير في أي وقت" نحو تفشٍ متسارع للفيروس، فيما أظهرت الأرقام الرسمية أول ارتفاع في أعداد المرضى في وحدات العناية المركزة منذ أبريل. وفي تقييم أعده للحكومة، حذر المجلس من أن "الفيروس كان ينتشر مؤخراً بشكل أكثر نشاطاً، وسط التخلي بدرجة أكبر عن تدابير الالتزام بالتباعد الاجتماعي والقيود". وقال: إن "التوازن هش ويمكن أن يتغير المسار في أي وقت إلى سيناريو أقل تحكماً كإسبانيا مثلاً". وحذر المجلس من احتمال "عودة انتشار الفيروس بدرجة عالية" بحلول خريف 2020، بعد عطلة أغسطس الصيفية. وأظهرت البيانات التي نشرتها السلطات الصحية الاثنين أن عدد الأشخاص الذي يتلقون العلاج في وحدات العناية المركزة ارتفع بمقدار 13 شخصاً منذ الجمعة، في نهج معاكس للتراجع المسجل منذ أبريل، عندما كان الفرنسيون يلزمون منازلهم بشكل صارم، لوقف العدوى. وتم تسجيل 29 حالة وفاة جديدة خلال نفس الفترة لترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات على مستوى البلاد إلى 30 ألفاً و294 وفاة. وفي ذروة تفشي الفيروس في أبريل، كان أكثر من 7100 شخص يرقدون في وحدات العناية المركزة في مستشفيات فرنسية ذات قدرة استيعابية لا تتخطى 5 آلاف سرير في العناية المركزة، عندما بدأت الأزمة. وسجلت فرنسا آلاف حالات الإصابة الجديدة الأسبوع الماضي، ما دفع ببعض المدن أو المناطق لفرض تدابير محلية وسط تقارير عن تجاهل المواطنين قواعد التباعد الاجتماعي وعدم التقيد بوضع الكمامات والأقنعة الواقية. ودعا رئيس الحكومة جان كاستيكس الاثنين مواطنيه ودوائر الدولة إلى "عدم التراخي" في معركة مكافحة فيروس كورونا المستجد من أجل تجنب فرض إغلاق عام من جديد. وقال كاستيكس: "نشهد زيادة في معطيات الوباء التي من شأنها أن تقودنا إلى أن نكون أكثر يقظة من أي وقت مضى". وأضاف: "أناشد كل فرنسي أن يبقى متيقظاً للغاية لأن مكافحة الفيروس تعتمد بالطبع على الدولة والمجتمعات المحلية والمؤسسات، ولكن أيضاً على كل واحد منا". موجة ثانية محتملة إلى ذلك أظهرت دراسة نشرت الثلاثاء أن بريطانيا مهددة بموجة ثانية من تفشي مرض كوفيد- 19 في الشتاء المقبل وأنها قد تكون أقوى من الأولى مرتين، وذلك إذا أعادت فتح المدارس دون أن تضع نظاماً أكثر فعالية للفحص والتعقب. وطبق باحثون من كلية لندن الجامعية وكلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة نموذجاً لأثر إعادة فتح المدارس سواء بالكامل أو جزئياً، وبالتالي السماح لأولياء الأمور بالعودة لأعمالهم، على الانتشار المحتمل للفيروس. وخلص الباحثون إلى أن الموجة الثانية يمكن تجنبها إذ جرى الوصول إلى 75 بالمئة ممن ظهرت عليهم أعراض المرض وفحصهم وتعقب 68 بالمئة من مخالطيهم، أو إذا جرى الوصول إلى 87 بالمئة من المصابين الذين ظهرت عليهم الأعراض وفحص 40 بالمئة من مخالطيهم. وقالت الدراسة التي نشرت في دورية لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين: "لكننا نتنبأ كذلك بأنه في ظل غياب تغطية واسعة النطاق تستند إلى الفحص والتعقب والعزل، فإن إعادة فتح المدارس إلى جانب إعادة فتح المجتمع قد تسفر، في جميع السيناريوهات، عن موجة ثانية من كوفيد- 19". وأضافت: "نتائج النموذج الذي وضعناه تشير إلى أن الفتح الكامل للمدارس في سبتمبر 2020 دون استراتيجية فعالة للفحص والتعقب والعزل سيسفر عن ارتفاع معدل انتشار العدوى وموجة ثانية من الإصابات تبلغ ذروتها في ديسمبر 2020 وتكون أقوى مرتين أو 2.3 مرة من الموجة الأولى لكوفيد- 19". وقالت جاسمينا بانوفسكا-جريفيث كبيرة الباحثين في الدراسة: إن نظام الفحص والتعقب في إنجلترا يصل حالياً إلى نحو 50 بالمئة فقط من مخالطي من أكدت الفحوص إصابتهم بالمرض. وأضافت بانوفسكا-جريفيث، المحاضرة في مجال النماذج الرياضية في كلية لندن الجامعية، لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إنه ما زال بالإمكان تجنب أسوأ السيناريوهات. وتابعت: "المهم هو أننا توصلنا إلى أنه من الممكن تجنب موجة ثانية من الجائحة إذا أمكن تشخيص عدد كاف من المرضى الذين ظهرت عليهم الأعراض. ويمكن بعد ذلك رصد مخالطيهم وعزلهم". كارثة لأجيال حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من أن العالم يواجه "كارثة تمتد لأجيال" بسبب إغلاق المدارس وسط تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد وقال: إن إعادة التلاميذ بأمان إلى مدارسهم يجب أن تكون "أولوية قصوى". وقال غوتيريش: إن المدارس كانت مغلقة في نحو 160 دولة حتى منتصف يوليو، ما يؤثر على أكثر من مليار تلميذ في حين يتخلف 40 مليون طفل عن دور الحضانة. وقال في تصريحات مصورة: إن ذلك يأتي إضافة إلى 250 مليون طفل خارج نظام التعليم من قبل الجائحة وترك نحو ربع طلاب المدارس الثانوية في الدول النامية بعد حصولهم فقط على مهارات أساسية. وتحدث غوتيريش أثناء إطلاقه حملة للأمم المتحدة بعنوان "أنقذوا مستقبلنا" قائلاً: "الآن نحن نواجه كارثة تمتد لأجيال يمكن أن تهدر إمكانات بشرية لا توصف، وتقوض عقوداً من التقدم، وتزيد التمييز القائم". وأضاف: "فور السيطرة على الانتقال المحلي لعدوى كوفيد- 19، يتعين أن تكون إعادة التلاميذ إلى المدارس والمؤسسات التعليمية بأكبر قدر ممكن من الأمان الأولوية القصوى".