حذّرت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس من أن أوروبا، التي سجّلت أكثر من 90 ألف وفاة، لا تزال "في عين الإعصار" بالنسبة لتفشي فيروس كورونا المستجد، في وقت قررت حكومات عدة أو تعتزم تخفيف اجراءات العزل المفروضة في إطار مكافحة الوباء العالمي. وقال مدير فرع أوروبا في المنظمة هانس كلوغي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت عقده في كوبنهاغن إنه بالرغم من "رصد مؤشرات مشجعة فإن عدد الحالات المعلنة خلال الأيام العشرة الأخيرة في أوروبا تضاعف تقريبا ليقارب المليون". وحضت المنظمة الأممية قادة الدول الأوروبية على "عدم التراخي" والتثبت من أن الفيروس تحت السيطرة قبل رفع القيود. في تأكيد على أن الفيروس لا يزال يمثل تهديدا كبيرا على القارة العجوز، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إرجاء العرض العسكري السنوي في الذكرى 75 للانتصار السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وقال بوتين في كلمة متلفزة خلال اجتماع مع مجلس الأمن الروسي، إنّ "المخاطر المرتبطة بالوباء الذي لن يصل إلى ذورته (في 9 مايو)، لا تزال مرتفعة جداً وهذا لا يمنحني الحق بإطلاق تحضيرات العرض وغيره من الفعاليات الجماهيرية". من جهتها، أعلنت المملكة المتحدة مساءً تمديد إجراءات الحجر المتخذة في 23 مارس "لثلاثة اسابيع على الأقل"، في سياق محاولاتها للحد من تفشي وباء كوفيد-19. وقال وزير الخارجية دومينيك راب الذي يتولى مهام رئيس الوزراء بوريس جونسون منذ إصابته بالفيروس، إنّه يتوجب تمديد الإجراءات الحالية لمدة "ثلاثة اسابيع على الأقل". بطيء وتدريجيّ تفيد آخر حصيلة أن وباء كوفيد-19 الذي ظهر في الصين للمرة الأولى في ديسمبر، أصاب أكثر من مليوني شخص في أنحاء العالم وأودى بحياة أكثر من 137 ألف شخص، أكثر من 90 ألفاً من بينهم في أوروبا فقط، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الخميس عند الساعة 10,30 ت غ. ويخضع أكثر من 4,4 مليار شخص في العالم، أي قرابة 57% من سكان الكوكب، للعزل حالياً أو لحال الطوارئ أو تُرغمهم السلطات على البقاء في منازلهم. والثلاثاء قالت منظمة الصحة إن "العالم يوجد في منعطف" وأوصت برفع اجراءات العزل بشكل تدريجي إلى حدّ كبير لتجنّب موجة ثانية من الإصابات. وتشعر عدة دول أوروبية بالقلق جراء التداعيات الدراماتيكية للقيود على اقتصاداتها المتوقفة وبدأت بتطوير خططها لتخفيف اجراءات العزل، وحتى إنّ بعضها قام بتخفيف عدد من هذه التدابير، متذرّعةً بتباطؤ أعداد الأشخاص الذين يتمّ إدخالهم إلى العناية المركزة وإلى المستشفيات. وأعلنت سويسرا الخميس رفع اجراءات العزل بشكل "بطيء" و"تدريجي" اعتباراً من 27 نيسان/أبريل بعد تباطؤ الوباء في البلاد التي تعدّ أكثر من ألف وفاة. من جهتها، فرضت بولندا وضع الأقنعة الواقية في الأماكن العامة، فيما تعيد بعض المحلات التجارية فتح أبوابها في ليتوانيا. وتنوي ألمانيا إعادة فتح بعض محالها التجارية قريبا، واعتبارا من الرابع من مايو، سيأتي دور المدارس. والأربعاء، عاد حوالى نصف التلاميذ في الدنمارك إلى مدارسهم بعد إغلاق استمر شهرا. كما أعادت النمسا فتح محالها التجارية الصغيرة غير الأساسية الثلاثاء. وأعادت إيطاليا الدولة الثانية الأكثر تضررا في العالم وبلغ عدد الوفيات فيها 21 ألفا و645، فتح بعض هذه المحلات. في إسبانيا، (19130 وفاة)، استأنف قسم من العاملين عملهم في المصانع وورش العمل الاثنين. لكن العمل من بعد لا يزال سائداً حيثما أمكن ويُرجّح أن يتمّ تمديد العزل إلى ما بعد 25 أبريل. في فرنسا حيث توفي 17 ألفا و920 شخصا بالفيروس (753 أعلن عنهم الخميس)، تعد السلطات خطتها لرفع إجراءات العزل تدريجا اعتبارا من 11 أيار/مايو، بعدما قررت الاثنين تمديد قيودها. ساعدونا ماليا في الولاياتالمتحدة، يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية بشكل أسرع ويُفترض أن يقدّم خارطة الطريق الخميس. وأكد الأربعاء "سنعيد فتح الولايات، بعضها قبل الأخرى وبعض الولايات يمكن أن تفتح في الواقع قبل الأول من مايو". تتوقع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) انهياراً في الطلب العالمي على النفط خلال عام 2020 بسبب الشلل الاقتصادي العالمي الناتج عن جائحة كوفيد-19، متحدثة الخميس عن "صدمة تاريخية وقاسية وشديدة وعالمية" في السوق. وأحصي في الولاياتالمتحدة العدد الأكبر من الوفيات في العالم وبلغ 30 ألفاً و985 من أصل 639664 إصابة. وستُرغم ولاية نيويورك قرابة 20 مليون نسمة على تغطية الوجه في الأماكن التي يستحيل فيها احترام المسافة الآمنة على غرار وسائل النقل المشترك، وفق ما أعلن حاكم الولاية. ووجه رئيس بلدية نيويورك الخميس نداء إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإفراج عن مساعدات فدرالية بمليارات الدولارات لمساندة العاصمة المالية الأميركية في جهودها لتخطي تبعات وباء كوفيد -19. وقال بيل دي بلاسيو "ساعدونا ماليا أو لن يحصل انتعاش على المستوى الوطني". في ما يخص إرخاء الحجر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يجب على بلده والولاياتالمتحدة "التعاون في مواجهة الجائحة". واشتكى رئيس بلدية موسكو من عدم احترام الحجر في العاصمة التي تمثل البؤرة الأولى للوباء في البلاد، وقال "للأسف، الوضع لا يتحسن، مواطنونا يسيرون في الشارع، يتجولون، يذهبون إلى ملاعب الرياضة، إلى المتنزهات، وينظمون حفلات شواء". في ليبيا، أصدرت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأممالمتحدة، قرار "الحظر التام" لمدة 10 أيام، في غرب البلاد حيث تفرض سلطتها. وفي اليابان، أعلن رئيس الحكومة شينزو آبي توسيع حال الطوارئ لتشمل كافة أقاليم البلاد. تسرب" من مختبر؟ في نيجيريا، قتلت قوات الأمن 18 شخصا متهمين بخرق تدابير الحجر، وفق تعداد للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان. لكن لا يوجد حجر في نيكاراغوا، حيث اعتبر الرئيس دانيال أورتيغا أنه "في حال توقفنا عن العمل، ستموت البلاد". واعتبرت منظمة أوبك أن سوق النفط العالمية تعيش "صدمة تاريخية، قاسية ومفرطة وذات نطاق عالمي"، وتوقعت انهيارات "تاريخيا" للطلب العالمي في عام 2020. في الصين، ورغم النقد الموجه من خارج البلاد، أعيد فتح الأسواق الشعبية في مدينة ووهان التي ظهر فيها كوفيد-19. ويقدّر خبراء حتى اليوم أن فيروس كورونا المستجد ظهر في سوق بالمدينة، تباع فيه حيوانات برية حيّة. ويحتمل أن الفيروس ذي الأصل الحيواني شهد تحولا عند انتقاله إلى البشر. مع ذلك، تبدو الولاياتالمتحدة مشككة في تلك الرواية للأحداث، وأعلنت الخميس عن فتح تحقيق لكشف مصدر فيروس كورونا المستجد من دون استبعاد أن يكون مختبر صيني في ووهان مصدر تفشيه. ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، حذرت سفارة الولاياتالمتحدة في بكينواشنطن منذ عامين من ضعف التدابير الوقائية في مختبر محلي. وقال تلفزيون فوكس نيوز إن الفيروس انبثق من ذلك المختبر، حتى وإن كان فيروسا طبيعيا وليس سلاحا فيروسيا من صنع الصينيين، اذ "تسرب" بشكل غير مقصود نتيجة ضعف تدابير الوقاية.