حسابياً وعلى الورق يبدو ثمن المباراة مجرد ثلاث نقاط، ولكن عملياً ديربي الأربعاء المنتظر بين النصر والهلال يحمل في طياته تفاصيل كثيرة جوهرية ستحدد شكل ما تبقى من موسم الفريقين ولذلك نقاط هذا الديربي على وجه الخصوص هي بالفعل أكثر من مجرد ثلاث نقاط. وبحكم أن النصر هو المضيف ننطلق من حسابات الديربي المتعلقة به، وببساطة أستطيع القول إنها مباراة الفرصة الأخيرة للحاق بسباق اللقب، فأي نتيجة بخلاف الفوز ستجعل الدوري في حكم المنتهي قبل سبع جولات من نهايته سواء كان الفارق النقطي تسع نقاط أو حتى ست نقاط، فسباق بهذا الفارق في الثلث الأخير من عمر الدوري مرهق ذهنياً ومعنوياً قبل أن يكون مرهقاً على الصعيد النقطي، أما الفوز في حال تحقق للنصر فهو يحمل للمعسكر الأصفر قيمة معنوية غير عادية ستكون بمثابة بعث للدوري من جديد وستضمن بقاء النصر منافساً حتى الأمتار الأخيرة. أما في الهلال فالحسابات أكثر أريحية، فالتعادل كأقل تقدير يحفظ فارق الست نقاط الذي عملياً يعتبر فارقاً مريحاً، لكن الفوز يحمل ما هو أثمن فإنه بخلاف قتل الدوري معنوياً والاقتراب كثيرًا من الفوز به، فالهلال لو نجح برفع الفارق لتسع نقاط سيتجنب ضغط منافسه النصر حتى آخر جولة، وهذا بحد ذاته إيجابي ذهنياً وبدنياً قبل استكمال دوري أبطال آسيا التي سيتم استئنافها بعد نهاية الدوري بخمسة أيام، وبالتأكيد الهلال بحاجة للوصول لآسيا بجاهزية لا أن يستنزف طاقاته في الدوري، أما سيناريو الخسارة سيكون سيئاً، ووقعه ثقيلاً وسيستدعي حالة شك تجاه الفريق ستصعب مهمته في المتبقي من الدوري خصوصاً أن الجولات اللاحقة للديربي أصعب على الهلال مقارنة بجدول النصر. السطر الأخير: كتوقيت مباراة بعد انقطاع فترة طويلة بالتأكيد الديربي لا يأتي في وقت مثالي للفريقين، لكن قيمة نقاط هذا الديربي مغرية للطرفين لبذل كل جهد ممكن في سبيل الفوز بنقاط سترسم ملامح ما تبقى من الموسم.