طوال العقد الماضي وفي معظم نسخ دوري أبطال آسيا كان الهلال بلاعبي جيله الحالي متواجدًا بصفة مستمرة في الأدوار الإقصائية للبطولة، والتي نعلم أنها تتزامن كروزنامة مباريات من الدور ربع النهائي فصاعدًا مع بداية موسمنا الرياضي، لذلك يمكننا القول إن لاعبي الهلال يملكون أفضلية على باقي الفرق في مسألة اعتياد تأقلمهم مع استئناف الموسم برتم عالٍ، وهذه الأفضلية يُنتظر أن يتم ترجمتها بإدارة الثلث الأخير والحاسم من الموسم بشكل مميز. وبخلاف هذا المعطى فإن الهلال على مستوى تعدد الخيارات والعناصر يملك أفضل دكة بدلاء، وبالتالي هذا أيضا معطى إضافي يساعد على تجاوز ضغط المباريات المنتظر بعد استئناف الموسم، وزد على هذا وذاك فارق الست نقاط الذي ينفرد به الهلال بصدارة الترتيب وهذا الأمر بقدر ما هو مرهق ذهنيا ومعنويا لخصومه فهو مريح للاعبي الهلال ويزيح عن كاهلهم ضغوطات كبيرة، وإذا ما تم البناء عليه بشكل منطقي والاستفادة منه في إدارة الجولات المتبقية سيشكل فارقا جوهريا في تحديد مسار المنافسة، ولو صوبنا أنظارنا على حسابات «الدربي» المقبل بين المتصدر ووصيفه ستجد أنه في الوقت الذي مطالب فيه النصر بالفوز ولا غيره لتقليص هذا الفارق النقطي، فإن الهلال يملك فرصة قتل اللقب معنويا بالفوز ورفع الفارق لتسع نقاط، أو في أسوأ الأحوال الخروج بتعادل إيجابي يحفظ فارق الست نقاط قبل ست جولات فقط من النهاية. السطر الأخير: مقتنع شخصيا أنه لو تفادى رازفان لوشيسكو أخطاءه المتكررة في مباريات كثيرة لكنا نتحدث حاليا عن فارق نقطي يفوق العشر نقاط كأقل تقدير، وعن لقب محسوم نظريا والتتويج به مسألة وقت لا أكثر، ومع ذلك فإن الهلال اليوم يملك فارقا نقطيا جيدا سيكون من المحبط التفريط فيه وخسارة لقب كانت حالة كل المنافسين فيه سيئة ومتذبذبة، والأهم كانت كل المعطيات ترجح كفة الهلال فنيا ومعنويا، الظروف التي كان يعلق عليها لوشيسكو بعض أخطاءه تلاشت، وتقريبا الكل سيبدأ في ظروف متشابهة، وبالتالي ننتظر أن نشاهد فريقا أقل هامش أخطاء وأكثر إقناعا وثباتا فنيا، فالتاريخ لن يذكر تفاصيل خسارة أي لقب كان، بل سيتذكر بطله.