أنهى الهلال الجولة 22 وهو يبتعد عن أقرب منافسيه ب6 نقاط وكان السيناريو الطبيعي حينها هو الوصول للديربي على الأقل بذات الفارق النقطي لأن الخصمين التاليين كانا الوحدة وأحد في الرياض. ما حدث في الجولتين 23 و 24 كان معاكساً تماماً لكل التوقعات فالفارق تقلص لنقطتين إثر تعثرين متتاليين ليجد الهلال نفسه مضطراً لخوض الديربي بصدارة غير مأمونة قد تُخطف منه حال الخسارة التي لو حدثت سيكون من الصعب التعافي منها معنوياً على مستوى الدوري الذي تصدره الهلال من بدايته ونصل فيه للأمتار الأخيرة، ولأننا نقلب احتمالات الهلال في الدربي يجدر بنا القول إن التعادل أيضًا يبقي الأمور صعبة فالهلال يتوجب عليه مواجهة الأهلي والاتفاق والتعاون والشباب بخلاف الحزم وهو جدول صعب مقارنة بمنافسه المباشر النصر الذي تجاوز كل العقبات الصعبة. السيناريو المثالي لزوران ولاعبيه بعد كابوسي الوحدة وأحد هو الفوز على النصر ورفع الفارق ل5 نقاط وهذا يكفي لقتل الدوري معنوياً بجانب أن الوضع النقطي سيكون مريحاً أيضاً ولكن هذا يتطلب ردة فعل مغايرة ومباراة كبيرة لأنك ستواجه خصماً أنت أعدت له فرصة في بطولة تمثل كل أولوياته وبالتالي يجب أن تتوقع خصماً شرساً لن يُهزم بسهولة. النصر بدوره يستقبل الدربي في ظروف مثالية فالأمور أصبحت في يده والفريق صفوفه مكتملة ويملك عناصر أجنبية تعيش أفضل فتراتها وتصنع الفارق وساهمت بوضوح بتقليص فارق الجودة بين تشكيل الهلال وتشكيل النصر مقارنة بفترات سابقة كان اللاعب المحلي يشكل مُعطى تفوق مهم للهلال قبل زيادة عدد الأجانب الذي قلص الفوارق الفنية بين الأندية بوضوح وخصوصاً التي استثمرت جيداً في العناصر الأجنبية وفي مقدمتها النصر. السطر الأخير: كلما كانت المعركة أكثر صعوبة كان الفوز أكثر حلاوة، فالله يعطي أقوى المعارك لأقوى الجنود ونحن الأقوياء، كانت هذه كلمات ديجنيك بعد التعثر أمام أحد، كلمات قائد ومباراة مثل الدربي تحتاج لاعبين بهذه الشخصية وهم كُثر في الهلال.