مرّت على وكالات السفر والسياحة، أيام عصيبة وخسائر غير مسبوقة، بسبب جائحة كورونا طوال الثلاثة أشهر الماضية، وتعمل تلك الوكالات بعد رفع الحظر الكلي في المملكة، على برامج سفر خارجي للدول المسموح إليها، وتطبيق بروتوكولات التباعد خلال الرحلات وانتظار انطلاق السفر الرسمي الخارجي، كما يتوقع ازدهار نوعي ونشاط على الطيران الخاص في ظل البروتوكولات المعدة لشركات الطيران في العالم والمطارات. وحول ذلك، عملت مؤسسة النقد في بداية الجائحة من خلال دورها في تفعيل أدوات السياسة النقدية وتعزيز الاستقرار المالي، بما في ذلك تمكين القطاع المالي من دعم نمو القطاع الخاص، وفي إطار دعم جهود الدولة في مكافحة فيروس كورونا وتخفيف آثاره المالية والاقتصادية المتوقعة على القطاع الخاص، خصوصاً على قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، على إعداد برنامج تصل قيمته في المرحلة الحالية إلى نحو 50 مليار ريال، الهدف منها دعم القطاع الخاص وتمكينه من القيام بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي، من خلال حزمة من الإجراءات، والتخفيف من آثار التدابير الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا على قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتحديداً تخفيف أعباء تذبذب التدفقات النقدية ودعم رأس المال العامل لهذا القطاع، وتمكينه من النمو خلال الفترة المقبلة، والمساهمة في دعم النمو الاقتصادي والمحافظة على التوظيف في القطاع الخاص. قد نرى في الشهرين المقبلين، توجهاً كبيراً من قبل المواطنين والمقيمين راغبي السفر إلى الخارج، وذلك يبدو إيجابياً، بعد منعه طوال الثلاثة أشهر الماضية. وفي تطور آخر، كشفت وزارة السياحة، أن إجمالي عدد وكالات السفر والسياحة في المملكة، بلغت 1710. وفي هذا الاتجاه قال المستشار والمختص في قطاع السياحة صالح المسلم: "جائحة كورونا"، أثّرت على الاقتصاد العالمي وخاصة على السياحة المتمثّلة في الفنادق والطيران وأماكن الترفيه، وذلك طبعاً يكلّف الدول مبالغ طائلة لعودة تلك القطاعات إلى ما كانت عليه في السابق. وأشار المسلم إلى أن منظومة السياحة تحتاج 5 سنوات كي يستعيد القطاع عافيته الاقتصادية، وتدارك الخسائر خلال المدة المذكورة بشكل جيد. ولفت المسلم، ما يحتاجه قطاع الطيران هو خطط علمية واستراتيجيات جديدة لاستقبال سنة 2021، بإيجابية، مؤكداً في الوقت ذاته، أن الطيران له دور كبير في نهضة سياحة الدول، والمملكة لديها أهم مقومات السياحة في عدد من مناطقها. وعن الطيران الدولي، بين المسلم أن هنالك بعض خطوط السياحة بدأت بإعادة رحلاتها ولكن بحذر، وطالب المسلم، الشركات الطيران بعدم أخذ عدد كبير من الركاب على الطائرة، والالتزام بالبروتوكولات والأنظمة. من جهته توقع، المحلل الاقنتصادي د. سالم باعجاجة، عودة نشاط الطيران الدولي مع بداية شهر سبتمبر، وذلك بعد اتضاح الصورة الكاملة لفيروس كورونا وانحسار أعداده. ونوه باعجاجة، إلى انتعاش الطيران الدولي وذلك بعد فتح المجال الجوي الخارجي، وانطلاق الرحلات الدولية وعودة إخواننا الوافدين من الخارج، لمن خرج "بخروج وعودة". من جهتهم، أكد صلاح سالم أحد العاملين في وكالة سفر وسياحة، أن 80 % من وكالات السفر والسياحة بدأت في ترتيب أوراقها للانطلاقة الفعلية، مشيراً إلى أنه سيكون هنالك عروض على الطيران الدولي تشمل التذاكر وإقامة الفنادق في الخارج. وتوقع سالم، أن تكون أوروبا أولى الوجهات السياحية وذلك في حال السماح بالسفر إليها، يضاف إلى ذلك دبي التي تعد وجهة سياحية رئيسة لدول الخليج. ونوه، أن الطلب على السفر الداخلي والخارجي سيرتفع بشكل كبير، مؤكداً أن هنالك دولاً ستنخفض فيها السياحة بسبب جائحة كورونا ودولاً أخرى سترتفع فيها السياحة، مؤكداً أننا نستقبل طلبات كبيرة للسياحة في المملكة، وخاصة في مناطق "تبوك ونيوم" التي أبدعت فيها السعودية، حيث تحتضن التاريخ العظيم والسياحة الجاذبة، وكما شاهدنا مؤخراً المشروعات الجبارة التي نفذّتها المملكة في تلك المناطق لتصبح مقصداً للسياحة من قبل الأجانب والعرب.