شهدت الجلسة الافتتاحية من الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي مشاركة السير تيم كلارك رئيس طيران الإمارات وأحد أبرز الخبراء في صناعة الطيران، والذي تطرق خلالها إلى تأثير جائحة كوفيد-19 على قطاع الطيران، والإجراءات التي اتخذتها الشركة لمواجهة تبعات وآثار هذه الجائحة. وخلال حديثه مع جون ستريكلاند، الخبير في قطاع الطيران ومدير شركة "جي إل إس" للاستشارات، "لا أعتقد أنني شاهدت شيئا من هذا القبيل خلال مسيرتي المهنية، إن ما نشهده اليوم هو تغيير هيكلي وجوهري في صناعة الطيران، بشكلٍ عام، قدرت الأضرار التي خلفتها جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد العالمي بنحو 15 ترليون دولار أميركي، حيث شلت العديد من القطاعات الحيوية، من ضمنها طبعاً قطاعات النقل والترفيه". وأضاف: "أعتقد أن الاقتصاد العالمي يتحلى بالمرونة الكافية لتحمل تبعات هذه الصدمة، في حال لم تستمر لفترةٍ طويلة، يمكنني القول بأن هنالك بعض النقاط التي من الممكن أن نبني عليها في طريقنا نحو التعافي، خصوصاً إذا ما تمكنا من إجراء التعديلات اللازمة على أنماط حياتنا، وكذلك الطريقة التي نمارس بها أعمالنا، وتلك التي تحدد رغباتنا وتوجهاتنا في السفر، أرى بأن الأمور قد تعود نسبياً إلى طبيعتها خلال عام 2021". وأكمل رئيس طيران الإمارات كلامه قائلاً: "إن التخطيط لاستئناف العمل مجدداً هو أمر معقد للغاية، ونحن بدورنا نراقب التغييرات التي تحصل عن كثب وعلى مدار 24 ساعة، حيث بدأنا نرى بعض البلدان قد بدأت في تخفيف القيود تدريجياً، ولكنني لا أرى بأنها ستعاود فتح أجوائها للسفر من جديد بالسرعة التي نريدها. وفي هذا الإطار، أعتقد بأننا سنشهد بعض التغييرات الجديدة، والتي ستلجأ بعض الدول بموجبها إلى اختيار السفر إلى دول تكاد تكون خالية نسبياً من فيروس كورونا المستجد، وهو ما سيسمح بالسفر وتبادل الخدمات بين تلك الدول". ثم تابع بالقول: "لقد رأينا بداية هذه التغييرات الحاصلة، وحتى حصولنا على المزيد من المعلومات والإرشادات المتعلقة بالحجر الصحي وبروتوكولات الرحلات، وكيف ستتعامل المطارات مع الركاب، فإن الأمر لا يزال في بدايته كي نفهم ما سيحدث مستقبلاً". وتطرق كلارك إلى قطاع الطيران بشكلٍ عام، مختتماً كلامه بإيجاز عن الدور المهم لحكومات ودول العالم في فهم وإدراك ما يتطلبه قطاع الطيران قائلاً: "يمر قطاع الطيران بحالة حرجة وصعبة للغاية في الوقت الحالي، ويحتاج إلى مختلف أنواع الدعم والمساعدة كي يستعيد عافيته مجدداً ويتمكن من جديد من نقل المسافرين حول العالم، ليس بالضرورة إلى نفس المستويات التي كنا عليها قبل أزمة كوفيد-19، ولكن على الأقل إلى مستويات تساعد شركات الطيران في الحصول على السيولة النقدية التي تحتاجها، إذا لم نشهد هذا الأمر، فإنني لست متفائلاً بما ستؤول إليه أوضاع بعض شركات النقل الجوي التي تعاني اليوم بالفعل، وتحتاج إلى حلول عاجلة لإنقاذها".