اثنتا عشرة جهة حكومية في المملكة، تمثّل اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال، تراقب، وتتلقى البلاغات، وتقوم بتحليلها، وتعد التقارير، وتحيلها للجهات المختصة وتحفظها بقاعدة معلومات، وتقوم أيضاً بتبادل المعلومات مع الجهات ذات العلاقة داخل المملكة وخارجها، وذلك بهدف مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. بعد أن صارت "الشهرة والغنى الفاحش" في متناول الأيدي ومن غير تعب، يواجه بعض المشاهير وشركة إعلانات تضخّمت حساباتهم، تهماً عديدة طالتهم وعلى رأسها، غسيل الأموال، وتمويل الإرهاب، بعد أن تمكنت "أجهزة الأمن في الكويت" مؤخراً، من ضبط شبكة غسيل أموال، وذلك بعد اكتمال التحريات اللازمة. إلى ذلك، قامت المملكة خلال العقد الماضي باتخاذ العديد من المبادرات والإجراءات الخاصة بمكافحة عمليات غسل الأموال، وقد كانت في مقدمة الدول المشاركة بفاعلية في محاربة عمليات غسل الأموال والأنشطة المتعلقة بها. وتستمد المملكة موقفها تجاه مكافحة عمليات غسل الأموال من التزامها بنصوص الشريعة الإسلامية، والأنظمة المحلية والتوصيات الدولية على حدٍ سواء. وفي هذا الاتجاه، يقول الكاتب الاقتصادي خالد الغدير: أخيراً انفجرت فقاعة مشاهير التواصل الاجتماعي في الكويت وكان من المتوقع أن تنفجر مع غياب وجود ضوابط فعالة للجوانب المالية والإجرائية المرتبطة بفئة بدأت تشكل قطاعاً مهماً في المجتمعات العربية والخليجية بشكل خاص. مشيراً إلى أن الإجراءات المعلن عنها تجاه بعض المشاهير الكويتيين إجراءات احترازية لم تأخذ الصفة القطعية بعد ولكنها قد تأخذ هذه الصفة في المستقبل مع ثبوت التهم ضد المتورطين بهذه الجرائم. وتوقع الغدير، أن تتسع الدائرة لمشاهير آخرين وإلى شركات وبنوك قد تكون قصرت في أداء واجبها الرقابي على حسابات الأشخاص أو المنشآت المرتبطة بهذا الجانب وهو جانب خطير لأن مسؤولية التقصير قد لا تطال فقط البنوك ولكن قد تطال المسؤولين العاملين في تلك البنوك والشركات، إذا ما ثبت وجود تقصير جوهري في تنفيذ إجراءات الوقاية الخاصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ولفت الغدير، مع ذلك تبقى الفئة المشتبه بها بغسيل الأموال، فئة قليلة مقابل مئات المشاهير الكويتيين وحتى السعوديين الذين يمارسون أعمالهم بنزاهة وأمانة إلا أنه في غياب الضوابط الفعّالة للتعاملات المالية فإن المشكلة لا تقف عند المشاهير فقط ولكنها تمتد إلى من قد يستغل قدرتهم على التأثير الاجتماعي والإعلامي من خلال التسويق لعمليات مرتبطة بالاحتيال وغسل أو غيرهما من القضايا الأمنية الخطيرة، وخصوصاً أن التداخل بين السعودية والكويت كبير في الجانب الثقافي والإعلامي حتى أن رقماً مهماً من متابعي مشاهير الخليج من السعودية. وقال: من أمثلة ذلك الواضحة ما يقوم به حساب أحد مشاهير الخليج بشكل متكرر من الإعلان عن استثمارات مرتبطة بالعملات الافتراضية وهي استثمارات وهمية تقدم للمتابعين على أنها حقيقية، ومثال آخر ما يقوم به أحد مشاهير التواصل الاجتماعي السعوديين الذي أتابعه شخصياً في وسائل التواصل حيث يقوم بالإعلان عن سداد المديونيات غير النظامية بشكل متكرر حتى إنه رفض التجاوب مع تحذيري المتكرر له عن أن ما يقوم به مخالف وهو ما يعكس جهله بالأنظمة وضعف وعيه المالي والمهني الإعلامي. منوهاً، هذا الضعف في الوعي والمعرفة المهنية قد ينطبق على أغلب مشاهير التواصل الاجتماعي فهم لا يدركون خطورة وحساسية ما يقومون به وربما لا يستطيعون التمييز إذا ما قامت جهة باستغلالهم مع عدم توفر أنظمة وبروتوكولات للتحقق من أن الجهات التي يتعاملون معها حقيقية وليست جهة مشبوهة. ضعف الوعي المهني قد يؤدي لغسيل الأموال