الفساد من الآفات التي تفتك بالدول والمجتمعات، وهو أحد أسباب انهيار الدول وتخلفها وانحطاطها، ولو نظرنا أن من أهم أسباب نهوض الدول المتقدمة هو ندرة الفساد لديها، وبعكس دول العالم الثالث الذي يشكل ظاهرة لديهم وسبب تخلفهم وبالتالي انهيارهم وعدم المضي قدماً إلى المستقبل كبقية الأمم الحية. ونحن في المملكة العربية السعودية منّ الله علينا ولله الحمد بقيادة فذة لديها البصيرة والحزم والعزم لمواجهة التحديات ومعرفة الأولويات التي تضمن تحصين الكيان السعودي والنهوض به وهم على دراية كاملة بمكامن الأخطار وأسباب النهوض. وقد شهد عهد الحزم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبمعاونة من ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان نقلة نوعية أذهلت العالم أجمع لتعزيز المكانة السعودية بكل مجال لأجل أن يعيش الوطن والمواطن بعز وشرف وأمن وكرامة.. ومن أهم الإنجازات تحطيم وسحق الفساد. وقد وعد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- قبل عدة سنوات بألا ينجو أمير أو وزير من المحاسبة في حال وجود فساد، وقد أوفى بعهده -حفظه الله- وتمت محاسبة كل من ثبتت عليه تهمة الفساد، وقد كان سابقاً نهب أموال الدولة نعمة في نظر بعض الفاسدين وأصبح الآن عليهم نقمة وأصاب كل فاسد االرعب والعار بسبب الحرب المفتوحة والشاملة التي تخوضها قيادتنا الشجاعة مع الفساد والفاسدين. وآخرها الكشف عن قضية الهارب سعد الجبري الذي خان وطنه وولاة أمره ودينه أولاً، وخان القسم واستحوذ على 11 مليار دولار من ثروات الوطن، ولكن أين يذهب من العدالة وسوف يحاسب على ما اقترفته يداه قريباً وأن غداً لناظره قريب.. لأن من خان الأمانة والوطن سوف يدفع الثمن غالياً، والخونة هم السبب الرئيس بانهيار الأوطان وهم أخطر من الأعداء الواضحين، ولكن نحن كلنا ثقة بقيادتنا الحازمة الشجاعة ونحن معها قلباً وقالباً بكل إجراء تتخذه ونعرف أن لديها الجرأة والوضوح وتسمية الأمور بمسمياتها دون مجاملة، كل هذا لمصلحة هذا الوطن العظيم وشعبه الوفي، وسوف يحاسب هذا الخائن وأمثاله وسيكون عبرة لكل الفاسدين والخونة، والله يحفظ ويوفق قادتنا لما فيه خير البلاد والعباد.